تخيل ذاتك جزئا من الديكور.. منفصل عن حركة
المشهد تماما.. على الرغم من كونك جزءا اساسيا فيه..
يمر عليك الزمان ولا تجديد.. فقط إن اتيحت لك
مرآه بعد زمان قد تجد لونك كالحا بعض الشئ..
قد لا تجد لمعتك ذات البريق.. ولم تكن فيك
تلك الندبات أو الشقوق..
وإنما في المجمل.. كما أنت..
ولا تزال تشاهد وتلاحظ الآخرين في حياتهم
اليومية..
لكن تكن في فترتها الأولى تتقن تماما فن
الماكياج.. لربما لضيق ذات اليد في بداية الطريق.. أو لنقص الخبرة في ذلك.. أو
لعدم إدراك أهميته العصرية..
ولم تكن ازيائها على هذه الوتيرة..
لم تكن محترفة الابتسام والتعبيرات الوجهية..
كان وجهها بسيطا.. لم تكون تستطيع التجاوب بالأعين متفهمة عميق المعنى وخفى
المنطوق..
لم يكون ناحجا بذاك المقدار.. كان مثابرا
حقا.. وإنما كان لا ينبئ بما يلوح النجاح أو الوصول..
كانت معلوماته ضئيلة ضحلة.. والفكر سطحيا
أملس.. لم يعاين بعد عواصف تزعزعه من اساساته.. لم يكن سريع الرد حاد الكلمات حاسم
الحجج والاسانيد..
لم يكن كما الآن سريع البديهة.. متقن
السيناريو.. متقدم مهنته..
لم يكن فاشلا بتلك الصورة.. كان متعثرا بعض
الفترات وإنما في طريق النجاح.. لم يكن هكذا فاتر الاحاسيس.. متخبط الافكار..
متمهل المبادرة.. متلعثم الكلمات..
تحاول ان تخفي اثار الزمان بتلك المساحيق..
رغم انه يطل من كلماتها.. خبراتها.. قصصها الكثيرة والمتكررة احيانا..
لم نتوقع انه قد يكمل بضعة اشهر في هوايته
تلك.. وليس كل تلك السنوات..
ولا تزال انت تشاهد تحركاتهم.. تطوراتهم..
هفواتهم.. تقدمهم.. بينما لازلت حيث بدأت..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق