دار رعاية أو جمعية خدمية أو ملجأ أو دار أيتام.. أى كان مسماها.. مؤسسة هدفها الورقي والشفهي رعاية وتنشئة الأطفال الذين ليس لهم من يرعاهم ويسهر على نشأتهم ويبحث عن إحتياجاتهم حتى الوصول بهم لشخصية سوية نافعة للمجتمع ولذواتهم..
ولكن إن كان هذا هو الهدف الورقي والشفهي والمفترض.. فهل هو أيضا الهدف الواقعي أو التنفيذي؟؟
بدأت رحلتي مع طفلين.. أحدهما في السادسة الابتدائية والآخر في الصف الثاني الإعدادي..
نزيلين في ذات دار الرعاية.. بغرض مساعدتهما في تعلم اللغة الإنجليزية لكونهما راسبان في تلك المادة..
ولم أتخيل مطلقا أني كنت كمن يحاول النحت على الهواء في محاولاتي المضنية لترسيخ حرف واحد في أذهانهما..
ليسا من متحدي الإعاقة.. ليسا من ذوى الإحتياجات الخاصة.. طفلان في كامل الصحة والنشاط.. ولكن تحصيل عقلي بدرجة صفر.. تكاسل تام عن التفكير.. هروب بأقصى درجة من مجرد كلمة مزاكرة..
أظل مرات ومرات أعيد كلمة واحدة وما ان نتناول كلمة غيرها وأحاول سؤاله عن الكلمة الاولى فلا أجد سوى نظرة تيه وإحباط..
مرة او مرتان خلال فترة الاستذكار تأتي المشرفة لتسألني عن حالة الصبي وتحصيله.. وهنا يبدأ المقال...
المشرفة فتاة في بداية العقد الثالث.. درجتها العلمية لا تزيد عن مؤهل متوسط تم الحصول عليه دون كتابة حرف واحد في أى إمتحان.. تتعامل مع الاطفال بفظرتها وحنكتها التلقائية في التعامل..بالطبع لا تحاول السؤال عن مدى إيمانها بأهمية التعليم أو السؤال عن مدى تأهيلها علميا لتنشئة هولاء الأطفال..
بالطبع المشرفة لا تتمنى سوى إجابة واحدة.. وهى: مستواه كويس.. حتى تريح ضميرها تماما من هذه المسألة.. هى مبدئيا لا ترى شيئا في يديها القيام به سوى إرسال الأطفال لمدرسين خصوصيين لا يفعلوا شيئا سوى إلقاء الدرس كمن يلقي البذار مغمى العينين غير عابئ هل سوف تتلاقى هذه البذار مع تربة خصبة أم سوف تختنق من الأشواك..
هذه الدارمعروف أنها ليست من الدور الفقيرة أو معدومة الموارد والمصادر.. بل معروف تماما أن هناك الكثير من التبرعات المادية والعينية تنهال عليهم في كل وقت من السنة ليس فقط الأعياد..
لا أدري ماذا يجدون أهم من مشرفة الدار ليكون موضع الإنفاق والإهتمام.. لماذا تكون المشرفة متواضعة الحال الثقافي والعقلي.. لا أتمنى طردها أو التخلص منها ولكني أتحدث عن أن هذه المسئولية أعظم من أن تشغلها هذه الإمكانيات المتواضعة..
أتمنى أن تكون المشرفة على درجة عالية من العلم ومتخصصة في هذا المجال وأن يكون دخلها مرتفع لإغراء ذوى لشهادات العلمية على هذه الوظيفة.. لا مانع من أن تكون هناك مساعدات بغرض النظافة وترتيب المكان ولكن الأمور التربوية تكون من إختصاص متخصصة في هذا المجال..
لا أحد يستطيع أن يملأ فراغ الأم.. ولكن هذه الوظيفة هى الأقرب لدور الأم.. فالمشرفة هى من تستمع لهم وهى من يتابع الدراسة وتتابع التغيرات في السلوكيات للإحتكاك بالعالم الخارجي.. وهى من تستمع الشكوى من سوء معاملة أقرانهم في المدرسة بعد أن يعلموا أنهم من ساكني دور الرعاية...
هؤلاء الأطفال فاقدين بالفعل لمقومات كثيرة للنضوج أسوياء.. فإلى من يهمه الأمر.. سارع بإتخاذ هذه الخطوة نحو النهوض بهم والإرتقاء بنفسيتهم وهمتهم..
ولكن إن كان هذا هو الهدف الورقي والشفهي والمفترض.. فهل هو أيضا الهدف الواقعي أو التنفيذي؟؟
بدأت رحلتي مع طفلين.. أحدهما في السادسة الابتدائية والآخر في الصف الثاني الإعدادي..
نزيلين في ذات دار الرعاية.. بغرض مساعدتهما في تعلم اللغة الإنجليزية لكونهما راسبان في تلك المادة..
ولم أتخيل مطلقا أني كنت كمن يحاول النحت على الهواء في محاولاتي المضنية لترسيخ حرف واحد في أذهانهما..
ليسا من متحدي الإعاقة.. ليسا من ذوى الإحتياجات الخاصة.. طفلان في كامل الصحة والنشاط.. ولكن تحصيل عقلي بدرجة صفر.. تكاسل تام عن التفكير.. هروب بأقصى درجة من مجرد كلمة مزاكرة..
أظل مرات ومرات أعيد كلمة واحدة وما ان نتناول كلمة غيرها وأحاول سؤاله عن الكلمة الاولى فلا أجد سوى نظرة تيه وإحباط..
مرة او مرتان خلال فترة الاستذكار تأتي المشرفة لتسألني عن حالة الصبي وتحصيله.. وهنا يبدأ المقال...
المشرفة فتاة في بداية العقد الثالث.. درجتها العلمية لا تزيد عن مؤهل متوسط تم الحصول عليه دون كتابة حرف واحد في أى إمتحان.. تتعامل مع الاطفال بفظرتها وحنكتها التلقائية في التعامل..بالطبع لا تحاول السؤال عن مدى إيمانها بأهمية التعليم أو السؤال عن مدى تأهيلها علميا لتنشئة هولاء الأطفال..
بالطبع المشرفة لا تتمنى سوى إجابة واحدة.. وهى: مستواه كويس.. حتى تريح ضميرها تماما من هذه المسألة.. هى مبدئيا لا ترى شيئا في يديها القيام به سوى إرسال الأطفال لمدرسين خصوصيين لا يفعلوا شيئا سوى إلقاء الدرس كمن يلقي البذار مغمى العينين غير عابئ هل سوف تتلاقى هذه البذار مع تربة خصبة أم سوف تختنق من الأشواك..
هذه الدارمعروف أنها ليست من الدور الفقيرة أو معدومة الموارد والمصادر.. بل معروف تماما أن هناك الكثير من التبرعات المادية والعينية تنهال عليهم في كل وقت من السنة ليس فقط الأعياد..
لا أدري ماذا يجدون أهم من مشرفة الدار ليكون موضع الإنفاق والإهتمام.. لماذا تكون المشرفة متواضعة الحال الثقافي والعقلي.. لا أتمنى طردها أو التخلص منها ولكني أتحدث عن أن هذه المسئولية أعظم من أن تشغلها هذه الإمكانيات المتواضعة..
أتمنى أن تكون المشرفة على درجة عالية من العلم ومتخصصة في هذا المجال وأن يكون دخلها مرتفع لإغراء ذوى لشهادات العلمية على هذه الوظيفة.. لا مانع من أن تكون هناك مساعدات بغرض النظافة وترتيب المكان ولكن الأمور التربوية تكون من إختصاص متخصصة في هذا المجال..
لا أحد يستطيع أن يملأ فراغ الأم.. ولكن هذه الوظيفة هى الأقرب لدور الأم.. فالمشرفة هى من تستمع لهم وهى من يتابع الدراسة وتتابع التغيرات في السلوكيات للإحتكاك بالعالم الخارجي.. وهى من تستمع الشكوى من سوء معاملة أقرانهم في المدرسة بعد أن يعلموا أنهم من ساكني دور الرعاية...
هؤلاء الأطفال فاقدين بالفعل لمقومات كثيرة للنضوج أسوياء.. فإلى من يهمه الأمر.. سارع بإتخاذ هذه الخطوة نحو النهوض بهم والإرتقاء بنفسيتهم وهمتهم..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق