السبت، 28 أبريل 2012

عيوب أساسات


خلال فترة مشاركتي كعمل تطوعي في انشاء مركز طبي , و كنت أتولى الإشراف على المسائل القانونية و الإدارية. أعددت عدة عروض أسعار لجهاز للكشف المبكر عن الأورام و بالفعل قمت بعرضها أمام المدير الطبي نظرا للاعتبارات الفنية وتوقف لحظات بخصوص عرض منهم كان أروعهم تقنيا وبالطبع أضخمهم سعرا. ثم قال لي مازحا " عيب أوى لما يكون عندك جهاز بالتطور دا و انت لسة معندكش آشعة مقطعية"
وتفهمت قصده إذ كنت لقربي من هذا المجال بالرغم من عدم كوني طبيبا ادرك ان الآشعة المقطعية هى أ ب الفحص لهذا المرض.
لست أعلم لما تكررت هذه الجملة أمامي في نقاش الدستور أولا أم الانتخابات أم الرئيس أم ماذا!!!!!
لست أعلم لما حدقت هذه العبارة فيما أشاهد لافتات الدعاية الانتخابية , حينما وجدت كل مرشح يتسلح بكل ما خلا فطنته القانونية و حنكته السياسية, فيمثل الشعب في أمر قد لا يدري عنه شيئا سوى الشهرة والحصانة.
لست أعلم لما آلمتني هذه العبارة حينما وجدت اقبالا يفوق الوصف على الانتخاب من الشعب فتجد منهم من يطمع في تموين الأسبوع أو مبلغا ماليا أو على أقل تقدير ينال مكانا في الجنة قبل ان يطمع في ان يقوم- من نال صوته- بعمله على اكمل وجه في مسيرة الاصلاح و التغيير.
شعرت أن العيب حقا أن ندعي أن لدينا انتخابات حرة و نزيهة قبل أن نعلم الشعب ماهو المجلس و كيف يختار وماهى خطورة حق الانتخاب و لما دعى حقا من الاساس او ماذا تعني تلك الكلمة الللعينة " السياســــة"
تذكرت هذه الجملة في متابعتي لهزل المحاكمة والتي قبل ان نبدأها لم نحدد بشاعة ما فعل وانما نحاكمه اولا بالقانون عن افعال اقترفها فوق القانون.
أحسست أن العيب فقط أن ندعي وقتا أمامنا للاصلاح و نحن لم نضع حجر الزاوية.
فنظل نتعجل النتائج كما لو قمنا بالاعداد السليم لها , حتى لو تطلب الأمر منا إدعاء تحقيقها.
هل هذا هو سلوكنا من البداية ام انه مرتبط باستعجال نتائج و احلام الثورة فقط؟؟؟؟
فمن وحي حياتنا اليومية نعاتب على الفشل قبل ان نعاتب على ضياع الهدف, نتذمر لضيق الحال قبل ان نخجل من تمضية وقتنا كسالى عديمي السعي, نطلب قبل أن نعطي.
اجدها مشكلة في نخاع المجتمع أنه لا يبحث عما يصيب الاساسات من تسوس قبل ان يتسائل عما ينال من صحة الحوائط
ستظل تلك الكلمات الخمس الخالدة " النظام هو القانون الالهي الاول" و حتى نعى تلك الكلمات لا نبحث عن نتائج قبل اعدادات ولو تطلب الامر اعادة تعليم و تثقيف شعب بأكمله.