الثلاثاء، 22 مايو 2018

ليس ههنا

في البدايات الأولى للنوم.. لحظات انتقالية بين الصحوة والتهاوى في بئر عميق نتمنى منه ان يلقي بنا فقط في اليوم التالي.. وليس في اى مصير آخر..
تلك اللحظات التى تتصدع فيها امكانيات الحواس وتتشقق الجدران والاصوات بهدووء حتى تتلاشى تماما مع فتح الستار عن اول الاحلام..
وقد يأتي أول الاحلام كفقرة افتتاحية قبل الانغماس الشديد في النوم.. ولربما كانت تلك الفقرة هى تجربة لمدى الاستجابة لجاذبية السقوط في بئر النوم..
لست متأكدا تماما من كونه حلم.. فالمشاعر فيه متيقظة تماما.. كما لو كانت مقتطعة من فترة ماضية..
معاينة حقيقية بالوجدان أشعر فيها بمن حولي..
رغم ان المشهد قد لا يكون حقيقيا.. وربما لذلك لم يكن الحوار واضح مُفسّر الكلمات..
فلم تكن الكلمات واضحة ولا اتذكرها.. ولكن ما كان واضحا وجوده في المشهد..
ليس فقط وجوده.. فهذا يمكن تخيله..
ولكن الاحساس بوجوده كان المقصود الحقيقي من المشهد..
فاحساسي به كان هو المختلف..
ذاك الاحساس الذي لا اخطئه ابدا.. والذي لا يمكن بالارادة استحضاره او تقمصه او اختلافه..
احساس من المفترض انه تم الحكم بتبديله باحاسيس اخرى تتوافق مع الوضع الجديد..
الوضع الذي لا خيار بشأنه متى صدر حكم الخالق به..
المشهد الذي وان لم يكمل لحظات إلا وانه استراحه طويلة من احاسيس لا مجال من التهرب منها طيلة العمر. احاسيس الفقد المرعبة بما تستحضره من ادواتها من ذكريات وافتراضات من قاموس "لو"..
استراحه بعينة صغيرة من الماضي الكريم.. والذي فاضت فيه احسانات الخالق(والذي لا تنقطع احساناته للحظة واحدة) بتلك العطية..
لحظات لا يمكن تفسيرها سوى انها رحمة وتحنن من محب خليقته والمتراءف عليها..



الاثنين، 21 مايو 2018

هل تراها جميلة؟

يتعجب المرء دوما في مفهوم الجمال.. ان اجد ابهارا في شئ اعاينه بالحواس او حتى بالتخيل..
ماهو مفهوم الجمال..
ان تكون فتاة جميلة مثلا.. اراها جميلة..
هل بدأ جمالها حينما رأيتها.. ام من لحظة ان وصفها شخص فيمامضى.. ام من لحظة تصديقها.. ام انها جميلة في ذاتها..
وحين رأيتها جميلة.. هل لانطباقها على قوالب مسبقة لدى.. ام لكونها لازالت غامضة.. ام لتصرف بسيط بدر منها.. ام لتوقعي فيها صفات معينة؟؟
هل ان تغيرت رؤيتي لجمالها.. انه لم يكن موجود.. ام انني تغيرت نظرتي ومتطلباتي في الجمال؟؟؟ ام ان الغموض لم يستمر وانكشفت ابعاد شخصيتها.. او انها كانت نظرة كمالية ارتطمت بنسبية وضعف ادمي فيها.. ام انها توقفت عما يقدم صورتها الجميلة..
اتفاق شخصين على مفهوم الجمال او اختلافهما.. من حيث عما ابحث وماذا وجدت.. نظرتي المسبقة وتطلعاتي المستقبلية.. ملاحظاتي الاولية وتفاؤلي بالبقية..
ان التأمل في كينونة آدمية يمكنه الافصاح عن عشرات الندوب او الجماليات..
مئات الصفات في شخص واحد تشكل فريقان يلعبان الشطرنج داخل عقلك.. فريق للجماليات وفريقا للندوب والتشوهات يتصارعان على صورة في ذهنك للشخص الموصوف..
ان تقوم الجماليات بالانقضاض والتهام رقعة التشوهات.. الا تنهزم امام كل تلك الصفات الرديئة.. ان تصبر حتى ترقى اصغر بيدق نبيل حتى تصيره قاتلا محترفا لكل ما يشوب الشخصية من عوار وتلف..
ان تختار انت ان ترى الجمال.. ان تكمّل نواقصه.. بسرد او بوصف او بستر.. ان تختلقه ان لزم الامر.. وتكون انت وعيناك اعمدته حتى يصير ثباته عقيده لدى الموصوف..
امنح الجمال وانشره.. لا تتعجب من قبح لم يجد كابحا فانتشر..

السبت، 19 مايو 2018

في رحلة المعاناة

في هذه الرحلة الطويلة والتي يسودها رفقاء لا يتخلون عن التزام المشاركة.. المعاناة والألم..
هذه الرحلة والتي ان طالت او تسارعت لا تخلو من معاني الألم بصور شتى..
الألم الذي لا تدرك تماما اسبابه ولا مبتداه..
لا تعرف حقا ويقينا من اين دخل تلك الرحلة..
الألم الذي وإن تصالحت مع وجوده تظل لا تدري كيف تسترضيه ولا كيف تروضه..
الألم الذي هو نقطة عبور وتلاقي مرحلتين دوما..
الألم الفاصل بين حالتين وحقبتين وشعورين ..
قبل غير بعد..
الألم الكاشف والألم المنشئ والألم المعبّر..
الألم مستمر والألم المستقر والألم المستعر..
كم من أنواع نلتقيها..
قد يختلف الأمل في انواعه او اسبابه او نتائجه أو مدى تقبلنا حقيقة وجوده..
ولكن هو دوما ضيف ثقيل لا مفر منه..
ولكن الأمر ليس على اطلاقه..
فله من الفوائد ايضا..
الألم لون من الثياب للحياة الانسانية..
الا تكتسي به يجعلك عاريا عن كل تعلم وتهذب..
عدم تلاقيك مع الألم يتركك غافلا عن الكثير..
عدم تمرنك بالألم يتركك ضامر الإرادة والعنفوان..
إن لم تعاين الألم ظننت نفسك خالدا مؤلها في ذي الحياة الفاترة..
إن لم يكن الألم في حسبانك.. فلن تثنيك فكرة عن تجربة..
إن لم تجد تحذيرا بطريقة الألم.. ألقيت نفسك في كم من التهلكات عابثا..
الألم كما هو شقاء.. فقد يكون شفاء..
هو من سمات تلك اللعبة التي يجب التصالح مع لوائحها..
هى أقوى منا.. ولكن إحتراف جوانب التعايش قد يخلق منها صورة جديدة..

الخميس، 17 مايو 2018

حروب صغيرة وانتصارات كبيرة

فيمكن ان تُدخل معها عادات جديدة
ابدا بطرقات صغيرة
حاول ان تنتقص من قوتها وهيبتها
لا تتخوف من هول الحجم
لا بأس من استتنزاف قوتها

ان لم تستطع القضاء على التدخين
حارب الكم
حارب عدد الانفاس من كل سيجارة
حارب وجودك في الاماكن التي تتطلبها

هذه الكلمات لمن يريدون الانتصار

الأربعاء، 16 مايو 2018

في مفهوم العدل

هل للعدل صورة واحدة
هل هو عملة موحدة للصرف بذات القيمة 
هل يتوقف تطبيقه على محدودية الفكر والعلم
هل يتأثر بخبراتي الشخصية ومدى ما يصل لعلمي وادراكي من ملابسات ومعطيات ذات صلة
فهذا يذهب بنا نحو التدقيق في اختيار من يطبق العدل
ونعود الى نتيجة ان من يختاره ويحدد شخصه لا يصل لادراكه كافة الملابسات والمعطيات بدورة ,اضافة لوجهة نظره الخاصة فيمن اختاره
هل يتوقف تطبيق العدل على وجهات النظر والمدارس الفكرية
هناك من يرى الاعدام يجوز وهناك من يرى تحريمه ولكل اسانيده ولكل الرد عليها
هل يتوقف على مصلحتي الخاصة (ولو كانت مصلحتي هى امنيات ورؤى لشكل المجتمع)
هل العدل يتعلق بالاولويات؟؟
هل صورة العدل هى انه ان تحقق صار الجميع على ذات النسق من الارتياح؟
هل للجميع ذات الامنيات؟؟ وذات الدرجة من النزاهة وتقدير المصلحة العليا؟؟؟
هل العدل يتعلق بترتيب الاشخاص للاشباع؟؟
وهل هناك من ينتظر ويقبل التأخير من اجل تحقيق العدل؟؟
هل الجميع يوافقون على تكلفة العدل؟؟
هل يرضخ من يوصي العدل بعدم استحقاقه؟؟
ام ان العدل ذريعة لتنفيذ رغباتي؟
هل العدل دوما يأتينا بالاشباع ؟
هل للعدل استثناء؟؟
وهل الرحمة استثناءمن العدل؟؟
الرحمة هى في الاصل لمن لا يستحقها.. فان استحقها صارت عدلا..
هل تطبيق الرحمة يتطلب ويؤدي الى تعميمها 
ام انتقاء من تطبق عليه الرحمة دون غيره هو تطبيق العدل في ميزان المبادئ
هل مفهوم العدل يتوقف على توقيت تطبيقه؟
هل العدل مفهوم لحظي يجب أن يحدث فورا؟
هل التأخر فيه نوع من الظلم؟؟ وأى ظلم أكثر من إتاحه الفرصة لفكر الآخرين للتشبع بالشكوك والإلقاء بالاتهام!!
وأليست في لحظات التأخير كان هناك من وجد مزيدا من الوقت دون عقاب؟؟
هل الكيل بمكيالين يستثنى منه السلطة التقديرية؟؟ ولكن السلطة التقديرية تعود بنا نحو مواصفات من يطبق العدل..
وهل هناك مثال مثالي يقاس عليه العدل..
وإن إستُعين بالقياس..
وماذا عن الدوافع.. فلكلٍ لكلِ فعل يزمع عليه دوافعه.. وهل العدل ينتظر إقتناع المذنب بتصنيف فعله؟؟
وهل هناك عدل مطلق يصدر عن كائن نسبي؟؟؟

قبل ان يخبرني


رحل قبل ان يخبرني بالكثير
رحل قبل ان يسلمني الكثير من الاسرار
قبل ان يعلمني الكثير
كنت اتكاسل عن حفظ كثير من التفاصيل
فهو جواري يخبرني وينصحني
كنت اتكئ على خبرته وحكمته
الجأ إليه في شتى المواقف
وشتى المسائل انتظره حتى اعرف رأيه ويساعدني اتخاذ القرار
رحل قبل ان يسلمني خبرة السنين
قبل ان يعلمني كيف اكمل الطريق
لازلت في كل مناسبة أو حتى حدث عابر أؤهل نفسي لأروي له الجديد والجديد
لأتحاكى معه عما بدر من فلان او آخرين
لأتسائل معه عن موقف معين
أشخاص كثيرين لم أبالي بحفظ أسماؤهم.. فهو يعرفهم جميعا واستمتع حينما أسأله عنهم..
رحل وتراكمت لدى الكثير والكثير من القصص التي لم احكيها له بعد..
أخبار كثيرة كنت احتاج ان ارويها له
احتاج لرأيه الثاقب وبصيرته المستنيرة
مازلت في كثير من المواقف اتصرف بإطمئنان بأنه سوف يصلح لي ما افسدته يداى..
أطمئن انه سوف يتذكر ما انساه
سوف يلح على بما ينبغي على القيام به
انه سوف يوقظني باكرا كما كان يفعل لثلاثة عقود
انتظر منه ان يطلب إلى ويأمرني ولن اتمهل كما كنت افعل سابقا
اشتاق إليه كثيرا

الثلاثاء، 17 أبريل 2018

يوميات موظف

الحلقة المشعارفكام
لا ادري حتى متى اظل في هذا التيه المفزع
لا ادري ان كنت تحولت مثلهم ام لازلت اكابر واعاند
لن انكر انه حتما اكتسبت ولو قليل من صفاتهم الوضيعة
ولو كانت صفة واحدة او وسيلة للتعامل
نفوري من تصرفاتهم غير طبيعي. رفض للواقع.. رغم هذا القدر من التعايش..
اشعر بتسلل صفاتهم داخلي..
ربما اقدمها بشكل مبتكر.. لكن جوهرها يتعفن مما تلوث بواسطتهم..
تصرفات شتى تهكمت عليها مقهقها.. ثم تبدا دموعي حين اتذكر تلك الضحكات على اثر سقوطي في تلك التصرفات..
مطلقا لم تمتد يدي على ما ليس حقي مثلهم..
ولكن الافراط في الراحة سرقة.. شتات الفكر في لحظات العمل خيانة.. عدم تقديم الاهتمام الكامل فاجعة.. عدم تقدير هموم المترددين جريمة..
ولربما تكون هناك دائرة مفرغة.. تحمّلني بالجديد مع كل لفة داخلها..
ولكني حتما ومؤكدا لست من دخل من بابهم من تسع سنوات
لست انا ذاك الشخص المفعم بالامل
ولست متاكدا من كلمة مفعم المذكورة حيث لا يقدم حاملها على تلك الوظيفة
فربما كنت اظنني بشخص له طموح.. لو كانت لدى الطموح لما قبلت..
لست اعلم ان تقابل الشخصان كيف يتلاقيا..
بلا شك صار هناك تغيير.. ولكن هل ذا الذي بلا رجعة؟؟؟

من جهة اخرى فوظيفتي حلم للكثيرين..
ولكنها حطمت احلامي.. وان كانت احلام لظللت على هداها اعمل مستعرا مشتعلا حتى اصل اليها.. وربما كانت هفوات ليس الا..
ليس كلامي بتذمر على منحة من الخالق.. ولكن ما غرسة الخالق من امكانيات. وجب استثماره باعلى الايرادات..
واين تلك الامكانيات.. هل حقا توجد؟؟
وان كانت موجودة لما لم تعلن عن نفسها؟؟؟
ام ان فقدان احداها يهدر باقيها؟؟؟
يجري العمر بلا رحمة.. تاركا خلفة الاف الامنيات الغير متحققة.. والاف الافكار الغير متحقق منها..

الأربعاء، 28 مارس 2018

علامات على الطريق

في الطريق - ولكل منا طريق- ولكل منا نظرته للطريق..
والطريق قد نختاره وقد نجد أنفسنا نتسابق فيه..
كثير من الطرق مشيناها دون دافع وربما دون سبب من الأساس..

نجد الكثير من العلامات.. ومثلما يختلط علينا الطريق فكذا العلامات..
فالعلامات ربما لا نراها وربما لا نفهمها وربما نؤجل تفاعلنا معها..
هناك علامات تظهر مرة لسبب عاجل..
وهناك علامات تلازمنا طوال الطريق..
وهناك علامات إفتراضية لا تحتاج إلى تذكير..
وهناك الكثير من المشتتات المتخفية في ثوب العلامات..
ربما تخبرك بالتوقف وربما بالتسرع.. ولكن أشهرها "هذا ليس طريقك المنشود"

ربما يختلط عليك الأمر بين متعة الطريق ومتعة المبتغى..
لك الخيار ولكن عليك إيقان خيارك..

ربما تمر المسافات من دون علامة تذكر..
تظل سائرا على هدى العلامة السابقة..
وإن تأخرت تاليتها ربما تشككت فيما سبق..
ولكنك تعود إلى فكرك بأنك لازلت في الطريق..

ربما كان الطريق ليس بأكملة على ذات النسق..
ربما تكثر التعرجات وتعود تختفي..
ربما تظل تبحث عن تلك المسافة الملساء كما كان في بدايته..
ولكنك تظل لا تملك سوى بقعتك الحالية..

ربما يختلف كثيرا عما حدثوك عنه..
صدقني.. كثيرون منهم لو كان تخطاه لما كانت هناك فرصة لإن يحدثك عنه..

قد تختلف الأمور حساباتك الأولية..
فتفاضل من جديد بين تكلفة التوقف وتكلفة المضى قدما..


ربما لا تظل بنفس السرعة..
ولا تقارن بسرعتك في البداية..
فقد كانت حماستك ملتهبة والمبتغى براقا..


ربما تجد الكثير من المعطلات.. ربما هناك الكثير من لافتات إحترس..
ربما تضطر كثيرا للتوقف أو للتمهل..
ربما يكون من الضروري الإنتظار على جانب الطريق..
ربما يحتاج إليك آخرون.. ولهذا تكلفته التي يجب عليك تقبلها أو التنصل بسببها..
وربما لم يكن الطريق بهذا القدر من الإتساع..
وربما لا يستطيع أحد اللحاق بك حتى يطلب المساعدة..
وربما كانت تكلفة المساعدة هى الطريق بأكمله..

مبتغاك ليس دوما في المكان المحدد في الطريق..
ومكان النهاية مرن للغاية.. 

الاثنين، 26 مارس 2018

في محاولات اللقاء

هل من الممكن السفر عبر الزمن؟؟
ليس حتما لأحاول تغيير الماضي ولا لتدبير حاضر مغاير ولا مستقبل محدد
ولكن لمجرد إعادة لحظات معينة
لتكرارها مرارا ومرارا
لا تكفي مجرد تسجيلات توثق
فأنا سأشاهدها بفكر اليوم
الفكر الذي يعلم أنها مرت ولن تعود
وإن ظللت أعيد مشاهدة التسجيل فتر تأثيرة وخفت بريقه..
ولكن أن أعود بالزمن لأعيش اللحظة مرة أخرى
سأعيشها ولا أعرف قدر قيمتها لأني لا أعرف أن المستقبل سيحرمني فيما بعد..
وأن عدت لتلك المواقف في الماضي وأنا أعلم مستقبلي سأعيشها دمعات ووجوم
هل للنداء قوة عبر وسط لا أدرك مداه
هل يصلني النداء بمن لا يُسمعني الجواب
هل يمكن عبور حواجز لا أراها
وكيف يمكنني الهرب وكيف يمكن المواجهة ان كانت تلك اللحظات التي اتمنى عودتها تواصل الهرب مني