الخميس، 17 أغسطس 2017

يوميات موظف (الضمير)

لا أبحث هنا عن وصف أكاديمي كذلك الذي تمتلئ به كتب الفلسفة ولكني طامعا في البحث عن مفهوم حقيقي له يبرئه من إلتصاقات المتأوهين به والمتاجرين باسمه والمتسترين بذكره..
ومثار الحديث هنا عن الضمير في تصرفات الموظفين
ولان الضمير هو غير منظور ننظر له بعين تأثيرة.. أحاول من جديد الوقوف على معنى عصري واقعي في محاولة لإنقاذه (وليس لتثبيت المعنى المتواجد)
بادئ ذي بدء فالضمير هو وعاء كمي وليس كيفي.. فلا يعنيه كيف بمقدار ما يعنيه كيف..
فأى أموال تدخل ذمتك المالية بكميات ضئيلة لا مجال للسؤال عنها ولا عن صحتها.. فليس هناك مجال للتساؤل هل كانت ستئول لحقي وفقا للمجرى العادي للأمور؟؟
فلطالما لم أكسر خزينة حديدية ولم أسرق من بيت شخص ولا أقوم بالنشل... إلخ... فليس هناك جانب ممنوع في هذه الأموال..

فمثلا إستخدام شئ معد لأغراض العمل.. في شكل شخصي.. ماكينة التصوير.. أوراق التصوير والطباعة.. المظاريف.. وفي حالة وجود من يمنعه من ذلك يكون الرد أنه لا يعطيه من مال أبيه..

تسليم ماهو مقابل الأجر.. هل الاجر مقابله وقت محدد يكون فيه الموظف على أتم الإستعداد.. أم كمية عمل وإنتاج محددة.. أم أن يكون على ما تجود به نفس الموظف في المقابل.. هل من حقه التوقف في لحظة ما أثناء اليوم معلنا إنتهاء تلقي الطلبات.. هل من حقه تحديد مواعيد معينه للتعامل مع الجمهور بخلاف مواعيد المؤسسة..
الطريف في الموضوع أن كلمة الضمير تظل دوما وأبدا على ألسنتهم بلا توقف..

بعد سنين الإنتظار

إن تدركي كم هى قسوة البطء في ثوان لا تريد أن ترحمنى أنين الحرمان.. أن أتوسل الصباح ليأتيني بأمل جديد في رؤياكي..
لا أعرف ماذا ترين في نظراتي نحوكي.. ماذا تظنين في لهفتي وإشتياقي..
قد لا تتفهمين خجلي.. أو لا تدركين كم من حسابت وتقديرات للموقف أقيمها مسبقا بالرفض المطلق..
أن تتخيلي قراري ان اكون في المكان الذي أجدكي تترددين عليه ولا اعرف ماذا أفعل فيه سوى النظر إليكي..
 أنا أرفض ذاتي وتاريخي وحياتي.. وأتعلق في عيناكي لتنقذني إلى واقع جديد..
وأترجم عدم قبول ذاتي إلى نصحكي بعدم القبول.. أخشى عليكي أن تتقربي لشخص بلا إنجاز يرضيه أو من حوله..
عهدا جديدا وتاريخا جديدا بدأ بمناداتكي لي.. أعلم كثيرا كم هى روعة ما تحققين..
أنك ترفعي عني الحرج وتتولي تلك الدفة لتغيري مسار الرحلة وتلتقطينني من زقاق في بحر إلى كابينة القيادة..
لا تتعجبي إن أخبرتكي انى لا أصدق ما يحدث.. لا اصدق اننا أتينا سويا ههنا.. لا أصدق اننا نتواصل ونتهاتف.. لا أصدق أني أستطيع النطق بكلمات تسمعينا وأرى منكي رد فعل موجه لي.. لطالما نطقت بالكثير في قلبي وتخيلت ردة فعلكي.. أو أرى من بعيد ردود أفعالك لأقوال آخرين..
كم من مرات جلست أرى وأتأمل كم هم محظوظين.. يتحدثون إليكي بلا حواجز.. ويتمتعون بالتواجد في محضرك..
الآن أرى في عينيكي ثباتا اتكل عليه وارتمي بتقلباتي بتيهي بأوجاعي.. ثباتا وكأنما وجدتي حائطا ترتكزي عليه وتنقذيني معكي..
لا اعرف على ماذا اسندتي ظهركي وثقل رهانك علىّ.. على إيمانك بي أم على حباً بتّي تكتشفينه عبر نظرات السنين..
أم أن تلك الامومة المتفجرة في عيناكي إخترقت كل ذا التيه في عيناى حتى وجدت داخلي ضالتها المشوبة بالأتربة فعكفتي على تلميعها مجتازة إختيار الرهان..
راهنتي وأودعتي الثمن مستقبلا.. أودعتي مبادرة ويدا ممدودة لا تعرف أن تعود جائعة بغير مثيلتها لحبيب ضل الطريق لسنوات..

الخميس، 3 أغسطس 2017

يحتاج للقسوة

يتعامل دوما مع الحياة برقة متناهية حتى أن الحياة ذاتها لا تشعر بتعامله هذا..
يتعامل دوما من خلال fine tuning .. يدرك دوما أنه دوما هناك حلول وسط غير متطرفة..
وحتى الوسط هناك وسط قريب منه نتائجه مختلفه..
يتعامل دوما كما لو كان ضيفا على المجتمع.. يفسح الطريق لمن أمامه.. يعطي دوره لمن يراه متعجلا.. يتعامل برحمه شديدة مع من في ظرف طارئ.. ولو كان يعاني هو الآخر.. فتبريره ربما كنت أكثر تحملا منه..
إن أراد ممارسة هوايته يخشى على الآخرين من الضجيج.. يتمرن بهدوء يفسد التمرين من أساسه.. فالآله تحتاج للضرب بقوة حتى يخرج صوتها نقيا.. ولطالما لم يضربها بقوة فلن يتعلم شيئا..
لا يضغط القلم في الكتابة.. يمسكه برقه كمن يظن ان القلم يعرف مساره على السطور وانه فقط يساعده.. وليس يحتاج لأصابع تعتصره لتجبره على مساره بالنقطة والفصلة..
يضع حسبانا لنظرات الآخرين.. لآراؤهم..
يظن دوما أنه يحتاج الكثير من الأشياء.. حتى يتلاقى مع النجاح..
ولكن كل ما يحتاجة حذاء ضخم يهرس به كافة المخاوف السابقة..

الخميس، 13 يوليو 2017

في أحضان دار الرعاية

دار رعاية أو جمعية خدمية أو ملجأ أو دار أيتام.. أى كان مسماها.. مؤسسة هدفها الورقي والشفهي رعاية وتنشئة الأطفال الذين ليس لهم من يرعاهم ويسهر على نشأتهم ويبحث عن إحتياجاتهم حتى الوصول بهم لشخصية سوية نافعة للمجتمع ولذواتهم..
ولكن إن كان هذا هو الهدف الورقي والشفهي والمفترض.. فهل هو أيضا الهدف الواقعي أو التنفيذي؟؟
بدأت رحلتي مع طفلين.. أحدهما في السادسة الابتدائية والآخر في الصف الثاني الإعدادي..
نزيلين في ذات دار الرعاية.. بغرض مساعدتهما في تعلم اللغة الإنجليزية لكونهما راسبان في تلك المادة..
ولم أتخيل مطلقا أني كنت كمن يحاول النحت على الهواء في محاولاتي المضنية لترسيخ حرف واحد في أذهانهما..
ليسا من متحدي الإعاقة.. ليسا من ذوى الإحتياجات الخاصة.. طفلان في كامل الصحة والنشاط.. ولكن تحصيل عقلي بدرجة صفر.. تكاسل تام عن التفكير.. هروب بأقصى درجة من مجرد كلمة مزاكرة..
أظل مرات ومرات أعيد كلمة واحدة وما ان نتناول كلمة غيرها وأحاول سؤاله عن الكلمة الاولى فلا أجد سوى نظرة تيه وإحباط..
مرة او مرتان خلال فترة الاستذكار تأتي المشرفة لتسألني عن حالة الصبي وتحصيله.. وهنا يبدأ المقال...
المشرفة فتاة في بداية العقد الثالث.. درجتها العلمية لا تزيد عن مؤهل متوسط تم الحصول عليه دون كتابة حرف واحد في أى إمتحان.. تتعامل مع الاطفال بفظرتها وحنكتها التلقائية في التعامل..بالطبع لا تحاول السؤال عن مدى إيمانها بأهمية التعليم أو السؤال عن مدى تأهيلها علميا لتنشئة هولاء الأطفال..
بالطبع المشرفة لا تتمنى سوى إجابة واحدة.. وهى: مستواه كويس.. حتى تريح ضميرها تماما من هذه المسألة.. هى مبدئيا لا ترى شيئا في يديها القيام به سوى إرسال الأطفال لمدرسين خصوصيين لا يفعلوا شيئا سوى إلقاء الدرس كمن يلقي البذار مغمى العينين غير عابئ هل سوف تتلاقى هذه البذار مع تربة خصبة أم سوف تختنق من الأشواك..
هذه الدارمعروف أنها ليست من الدور الفقيرة أو معدومة الموارد والمصادر.. بل معروف تماما أن هناك الكثير من التبرعات المادية والعينية تنهال عليهم في كل وقت من السنة ليس فقط الأعياد..
لا أدري ماذا يجدون أهم من مشرفة الدار ليكون موضع الإنفاق والإهتمام.. لماذا تكون المشرفة متواضعة الحال الثقافي والعقلي.. لا أتمنى طردها أو التخلص منها ولكني أتحدث عن أن هذه المسئولية أعظم من أن تشغلها هذه الإمكانيات المتواضعة..
أتمنى أن تكون المشرفة على درجة عالية من العلم ومتخصصة في هذا المجال وأن يكون دخلها مرتفع لإغراء ذوى لشهادات العلمية على هذه الوظيفة.. لا مانع من أن تكون هناك مساعدات بغرض النظافة وترتيب المكان ولكن الأمور التربوية تكون من إختصاص متخصصة في هذا المجال..
لا أحد يستطيع أن يملأ فراغ الأم.. ولكن هذه الوظيفة هى الأقرب لدور الأم.. فالمشرفة هى من تستمع لهم وهى من يتابع الدراسة وتتابع التغيرات في السلوكيات للإحتكاك بالعالم الخارجي.. وهى من تستمع الشكوى من سوء معاملة أقرانهم في المدرسة بعد أن يعلموا أنهم من ساكني دور الرعاية...
هؤلاء الأطفال فاقدين بالفعل لمقومات كثيرة للنضوج أسوياء.. فإلى من يهمه الأمر.. سارع بإتخاذ هذه الخطوة نحو النهوض بهم والإرتقاء بنفسيتهم وهمتهم..

الثلاثاء، 13 يونيو 2017

إعترافات خائنة

بالطبع لم يدر بمخيلتك إنى لاحظت عدم إهتمامك حينما رأيتني مع غيرك... خاصة وانه حاول بشدة أن يعٌرفنا سويا وانت لم تعره ادنى تجاوب لرغبته... لم يكن يدرك علاقتنا القديمة...
لا يعرف كم مضى من زمن علينا وانت لا تحاول بالمرة ان تعيد الود والصلة من جديد... متناسيا كل ما مر بنا من ذكريات...إختلاط انفاسنا... مصيرنا الواحد...
فدعني اترجمها لك من جديد بعد ان فقدت الأمل في عودتك إلٌى مرة اخرى...
أود أن اذكرك بكل مرة لجأت إلى لاشاركك مشاعرك ... همومك وابتهاجك... وقت ان كنت لا تتخلي عن صحبتي في أى مكان ... و حتى تلك الأماكن التي كنت لا أستطيع التواجد بها... كنت تترك الجميع من اجلي.... الجميع ... حتى صلاتك ....وعملك...
ظللت تظن إني من أخفف عنك همومك و آخذها معي بعيدا في الهواء حيثما ذهبت...أنني أحرق ذاتي من أجلك أنت....
كم قتلت فيك إبداعك و صبرك وطول آناتك... أوهمتك أن تلك هى كل صحتك... أنك هكذا في كامل طاقتك... كنت أخشى دوما أن تدرك إني السبب...
كنت دوما أزين لك إني أكثر بهجة من صحتك... من نظافتك... من علاقتك بمن حولك..
أتتذكر أيضا كم من علاقات خسرت بسببي... و كم من علاقات تشوهت في وجودي... بل شريكة عمرك ذاتها وضعتني في مواجهة إستمرارها معك...
لا أعود الآن لاحاول استعادتك مرة اخرى... يكفيني ما فعلته بك... يكفيني ما دمرت و ما افسدت...
كثيرا ما اسميتني فلسفة مستقلة... انى صديقة الفنانين... كم أنا في قمة السعادة لخديعتك...
رغم ذلك ... لم اكذب عليك يوما... فانت تعرف مضاري قبل ان تقترب الٌى... انت من اختار ان يمتهن ذاته من اجلي...
لقد إخترت أن تمسكنى بين إصبعيك ... ملوحا لمخلصك ... ها ما دفعت حياتك لتخلصني منه... اصبح متعتي ...
لا تتعجب كثيرا على حالك... فقد طرحت الكثيرين جرحى من قبلك... وكل قتلاى أقوياء...
قبل أن أتركك الآن... لا تظنني سأبرح ذاكرتك بسهولة... آثاري ستلاحققك دوما... فما تركت فيك.... أكثر بكثير من مقاطعتي...
سألاحقك في أيدي من عرفتني إياهم... في كل مكان اعتدنا فيه الجلوس...
......
ظللت اتخيل تلك الخواطر لديها ... بينما اطفئها لآخر مرة...

إلهي القدوس... لا تجعلها تقوى بعد على تهديداتها... لا تجعل لها سيطرة او تحٌكم....لتصيرها دوما تحت الأقدام...اجعلني لا افسد صورتي كما كونتني "لأن هيكل الله مقدس الذي هو أنتم" ... فلا اعود اشاكل ابناء هذا الدهر... اجعل فيك فرحي ومشاعري... اجعل فيك وحدك شهوتي و كفايتي...لا تتركني ابحث عن شبع وإرتواء في تلك الآبار الجافة المشققة...
يوليو 2013

العادة السرية

حيّة بطيئة الحركة.. ملساء.. دوما تهاجم من الخلف..
تستأذنك يوما قبل التفافها حول رقبتك.. حتى تحطمها عصرا..
لا تمل منها.. رغم ضجرك الدائم بعد كل مرة..
تنسى سريعا اضرارها.. وتنسى كم اكتأبت بسببها المرة السابقة..
التفاوض معها يستنزف ما يتبقى من إرادة..
والتفكير بها باب خطر..
هى تعرف من أين تهاجمك.. ربما من تساهل أو تهاون.. لحظات بلاهدف..
تتحين فكرا باردا غير ملتهب بهدف ما..
ترسل إليك إحدى جواريها.. مشهدا سينيمائيا.. إعلان.. كلمات مثيرة أو وصف.. أو حتى نظرة متسللة بين طرفي ثياب..
هى لا تواجهك مباشرة.. بل تفاجئك احيانا في حجرة كبار الزوار.. والتي لطالما افرغتها أنت ممن يستحقون..
تحدثك دوما عن نهاية مختلفة.. ولا تأتي.. فالنهاية متكررة ومحفوظة مسبقا ولكن حلفاؤها اعمدة ذاكرتك الخونة..
قد تأتي لك من باب تأمل الجمال.. وتتركك كالشحاذ العريان على دروب السطحية..
قد تأتي من باب الهروب من الواقع.. لتبدله لك بواقع اكثر اكتئابا..
قد يستدعيها الألم أو الحزن.. ويستقبلها الفتور والضجر والندم..
هى عادة وعدوان وتعدي..
بينها وبينك أصدقاء مشتركون.. قد يكونون أمثلة عليا لمرحلة مراهقتك.. والتي قد تطول حتى العشرينات بسببها..
لا تخف..
هى لا تعرف ابدا الحرب كالرجال.. ولا يمكن هزيمتها إلا بسحقها كما الجبناء..
هى تهرب أمام النور.. أمام وجود بعض الأصدقاء..
تهرب أمام هدف وعزيمة وتجاهل..

الجمعة، 9 يونيو 2017

بيت العز

لم أكن أدرى لما كنت مستيقظة مبكرا دون داعي واضح.. فأنا لم أسهر كعادتي بالأمس ولا لدى مواعيد مبكرة تستدعيني للنهوض بهذه الصورة.. ولكنى لم استسلم لسريري سوى لحظات ههمت بعدها باخذ حمامي الصباحي لأستعد لمواجهة يومي الجديد والذي لا أظنه يفرق كثيرا عن مثيله من الأيام..
انا فتاه عادية وحياتي عادية واحاول جاهدة ان اكملها عادية رغم كافة انواع المعاناة التي تحاول ممارسة هوايتها لتمزيقي..
لم ابلغ السادسة عشرة بعد وإن كان ما عاينت بل وعانيت في الحياة يجعلني أكبر من ذلك بكثير..
لست أدرى ماهو سبب تبكيري في القيام اليوم ولكن ما أتذكره البارحة تفكيري الطويل في علاقتي بوالدىّ..
اسئلة كثيرة تحاوطني عن علاقتي بهما.. وهل هى العلاقة المثلى؟؟ وأى مثالية في علاقة لا حوار فيها.. لاأستطيع أن أبوح فيها بمشاعري متجرده دون خوف.. لا أستطيع أن أتحدث دون حسابات عميقة ومعقدة لكل كلمة أقولها.. أنا كفتاة استمتع كثيرا بالتحدث.. أستمتع بتكوين كل كلمة على لساني تقابل إحساس ما بداخلي.. الخوف المبالغ فيه يكبت مشاعري داخلي ويجعلني كالحبيسة.. حتى أصبح هو ملاذي للتعبير عما بداخلي.. او ان اتحدث غلى صديقة او صديق..
كثيرا ما يأتيني التفكير في مقابلتي بالمستقبل.. أريد أن اعرف عن مستقبلي وأقابل شخصيتي بعد عشرون عاما مثلا.. نعم أريد أن أقابلني و أسألني عن مستقبلي..
ولكن لما دوما تلك الصورة التي أتخيلها أجدها تنظر لي نظرة عدم رضا.. نظرة عتاب وتخوف.. نظرة عميقة بعمق فجوة السنوات بيننا..
أتحير دوما لما لا أجد صورتي في المستقبل باسمه منتصرة على عناء السنين..
هل معنى تخيلي تلك الصورة أني سأظل مستسلمة لتلك الضغوط ولا يتغير حالي ولا حال والدي وحال المجتمع بأسره..
كم تمنيت أن أقابلني في جلسة مريحة أستطلع مني فيها عن الوقت الذي ستنهار هذه العقبات امامي فيه.. متى يشعر والدىّ بالفخر من جهتي ومتى يؤمنون بي ومتى ينفذون لي كافة طلباتي ورغباتي..
متى يدركون حقوقي كاملة ويوفرون لي عيشا رغدا بلا أى توفير في النفقات يكون عبئه عليا وحدي..
متى يغيرون طريقة تعاملهم معي.. يقللون من وتيرة العصبية والشجار والأوامر الصارمة التي لا هوادة في إتمام تنفيذها ولا في نبرة الصوت الموجهة بها..
أحاول إكمال يومي باقل إحتكاك مع أمي حتى لا تطلب مني طائل من الأعمال المنزلية التي تضيع بها وقتي الثمين والذي أقضيه في ممارسة هواياتي الرفيعة او حتى على وسائل التواصل الإجتماعي..
يمر والدي من أمام حجرتي متعجبا من إستيقاظي المبكر دون جدوى فهو قد إعتاد أن وسيلة إيقاظي صارت الصياح نجوى حتى اقوم مرتعبة من فرط الغلظة لأقضي ساعاتي الاولى محاولة التخلص من توتري هذا..
 لم يكن الصياح هو استخدامه الأمثل لإيقاظى فقط.. بل كان وسيلته الوحيده تقريبا لتوجيهي ونصحي وحمايتي وتعبير عن الحب.. يكاد يكون الصياح والصوت العالي المدوى والعينان اللاتى يكاد يكون لهما ضجيجهما الخاص..
 لا أدرى ما كانت ستبدو عليه الأمور إن إختلف اسلوبهما معى.. إن كان الكلام فيه تفاهم أكثر..
 أو قبول لذاتى وقدراتي وأنى لست بالسوء الذي يرونه فى..
 يمر اليوم عاديا ويمر مثيله وشبيهه وكان الحلم يراودنى أكثر فأكثر وأتمنى أن أقابل صورتي المستقبلية.. حتى أسألها عن نظرات العتاب تلك.. هل يحاول عقلي الباطن ان ينبهنى لنتيجة اسلوب عيشي.. وكم سيكون مؤثرا على حياتي مستقبلا.. بشكل أكون نادمة عليه.. حتى انى اعاتب ذاتى عل فترة المراهقة.. هل عدم تحملي المسئولية وإصراري على العيش معاندة لكافة أوامر والدى هى إستقلالية ونضوج؟؟!

كثيرا ما يراودني صوت بعض العقلاء من بنات أفكاري.. عن حجم الأتعاب التي يقاسيها أبي وأمي من أجلي..
أعلمها جميعا وأراها رؤى العيان يوميا.. ولكن الغلظة الشديدة وعدم التفاهم صارا حاجزا عن الرؤية.. فتفتر الصورة يوما فيوما ولا يصير أمامي سوى الغلظة الممسكة بسوط عدم التفاهم وسيف عدم الإيمان بي..

أخشى كثيرا ان يتحقق التلاقي مع صورتي المستقبلية واسمع منها الكثير المرهق لتفكيري.. اخشى كثيرا ان اعرف منها اني كنت على خطأ كل ذلك الوقت.. اخشى أنها تخبرني أني كان بيدي الحلول طيلة الوقت ولم أقدم عليها..
أخشى يوم أن أصير أنا الصورة المستقبلية وأتمنى ان احذر ماضىّ..

الأربعاء، 7 يونيو 2017

الإنطباعات الاولى مضللة

توليفة وجودية أو معادلة كيميائية أو أسرار فوق العقلية..
فلتطلق عليها كما تشاء من أسباب ولكنها تظل محيرة دوما ومهيبة السيرة والإعداد..
إنها الإنطباعات الأولى..
نحترمها كثيرا ونضع من اجلها الكثير والكثير من الإستعداد والتهيئة وتدقيق الحسابات..
نعلم انها إلى مدى بعيد محفورة وليست فقط مطبوعه.. تترسخ وترتبط بسيرة الشخص..
إنها محاولة العقل الاولى لتكوين الصورة.. وقد تتكون من تلاقي الصورة المتوقعة مع الصورة المرئية..
قد تكون الصورة المتوقعة ناتجة عن مخاوف, قلق, معاناة, تمني, تقصّي..
من الصعب أن تضع معادلة صحيحة لحاصل تلاقي الصورتين..
لأن هناك متغيرات تحدد الصورة المرئية ويتعلق أغلبها بمقدمها..
نعود من جديد..
حينما أعزم على التلاقي مع فتاة للتعارف لأول مرة..
كم من أسباب وأفكار تتدخل في إعدادي للقائي هذا..
أفضل أن أحكي التجربة تفصيلا..
لم تكن الفتاة الأولى.. لم تكون أول تجربة.. لم تكن الوسيلة الوحيدة للمقابلة..
ولكن كان هناك الكثير من الرفض.. الكثير من السقوط في هوة بين المُقدّم والمُستَلَم.. الكثير من سوء التفاهم.. الكثير من عدم الحصول على الفرصة كاملة لتقديم ذاتي..
كنت اعد للقاء بمنتى القوة والتدقيق.. وبكثير من الخوف والتردد.. أحاول في كل تفصيلة أن أراعي كافة الأخطاء السابقة..
تلك لم تسنح لي الفرصة للتحدث عن ذاتي تفصيلا لأني اسهبت في كسر الجليد.. ولكن تاليتها كان لازال الجليد محدقا فغطت الشبورة صورتي التي لم تكن تتوهج بالكفاية لإزاحة بواق يالجليد بيننا..
ولكن فتاة اليوم أحاول أن أكون أكثر تركيزا وتهديفا في الكلام..
لدى قدر ليس بقليل من المعلومات عنها.. قد يساعدني لأختار المظهر المناسب والعطر المعبر.. لأختار الهدية اللائقة وطريقة تقديمها..
مهلا.. ولكن الكثير من المعلومات التي أبني عليها خطتي هى أصلا نتاج الإنطباعات الأولية لبعض الأشخاص الذين أدلو بها إلىّ..
أكملت إعداداتي متخطيا كل مقلق ومعطل حتى وصلت لمكان إنتظارها..
فأول إنطباع تمنيت أن أتركه في ذاكرتها كان إنتظاري لها.. إنتظار إشراقها لمكان عاينت قبلا غيابها عنه.. إشراقها لبدء فصل جديد في حياتي.. تمنيت أن تقرأ كل ذاك في عيناى لتكوين الإنطباع الأول..
ولكني تساءلت عن كيف سيكون إنطباعي أنا الأول حتى تسرسب حضورها في المكان..
وكيف يمكن أن يكون حضورها حدث هين.. أن أفرغ عقلي عن كل شئ ما عدا إرضاء نظرتها.. أن أستعد في كافة تفاصيل ملبسي ومظهري..
أن تجدها تأتي على فكر محروث منتظر بذار طويلة المدى..
لا تدري يا صديقي كم كان مدوى تفاعل نغمات الموسيقى في المكان مع معدل خطواتها مضافا إليه آليه تلك الخطوات كما لو كانت تتحرك بمفصلات أرق من فراشة..
ان يكون صوتها لغزا محيرا في تلك الثوان حتى إقترابها.. وكيف كان موفقا أكثر من المتوقع..
لا أدرى إلى أى مدى رأيتها مختلفة.. ولكن على الأقل إلى الحد المتساوى مع مقدار التمنى.. رأيتها مختلفة بشكل يتناسب مع مقدار ما امضيته في التفكير والإعداد.. بشكل يتناسب مع مقدار إحتياجي لتلك العلاقة..
هل تتخيل أن تلك الصورة المنطبعة اليوم سوف تبرح من العقل بسهولة.. ولكن.. ماذا لو لم تتفق مع الواقع فيما بعد؟؟
الإنطباع الأولي قد يكون خيالي من الطراز الاول.. كما لو كان إنطباع الكتروني..
فيسبوك بروفايل يحمل إسم فتاة غير دارج.. وصورة غير تقليدية لا تراها في الواقع ربما طيلة حياتك.. وما أن تتصفح أرائها في قضية الموسم وتجد نقاط مبهرة في تناول القضية.. كلها مكونات لفتاة اسطورية لا تبرح خيالك لأسابيع.. ولكنها قد تكون لا صلة لها بالواقع.. فهى كأى فتاة لها ضعفات وهفوات..
لن تسعف تلك الإنطباعات الاولية في تكملة ضعفات البشر لتحولها إلى أيقونة أو اسطورة..
كثيرا ما يتعرض شخص للظلم نتيجة ملامحه الصعبة..ملابسه الرثة.. لهجته الرديئة.. تردي نطقه للألفاظ العصرية.. تتكون عنه صورة يرافقها حاجز إجتماعي.. دون ان نتطرق لحقيقه الشخص..
لا أستطيع أن أصف كم كانت جميلة إبتسامة شخص لطالما كان إنطباعي الاول عنه ان لا يعرف عن الإبتسامة شيئا..

الإنطباعات الاولى قد تقوم بدور السمسار الذي يتلقى وصولك في المصيف.. أو الزميل الذي يرافقك في بداية التعيين.. أو السجين الذي يقوم بتعريفك على أوضاع السجن..

الاثنين، 5 يونيو 2017

عفاريت عدلي جهال

اتابع مسلسل الفنان عادل إمام وهو لمن لم يتابعه بعد يتحدث عن صدام رجل من المثقفين العتاة مع شيخ دجال في الحارة ويصفه بالنصاب الذي يبتز أهل الحارة ويستنزف اموالهم املا في توفير الربح أو جلب الحبي وأكل الزبيب..
تمر الاحداث بتجربة عدلي علام مع الجنية سلا بنت الأسد الغضوب ومن هنا تبدأ الأحداث فهو لا يستطيع التخلص منها لوا يقبل بعروضها في الغنى والصحة والنفوذ المجاني في حالة قبوله الزواج منها..
تتوالى الاحداث حتى يتقابل عدلي مع الشيخ مرة أخرى يسأله الطريقةالمثلى ليصرف هذه العفريتة ويحاول معه الشيخ ويفشل..
ما يعنيني هنا هو أن يقدم المسلسل رضوخ رجل الثقافة العتى لرجل دجال ليقدمه للمجتمع بطلا من جديد..
أعرف أن هناك من يقول أن الفن قد يكون مهمتة تحذيرية وأن احداث المسلسل لم تنتهى بعد وقد يكون هناك ألف مخرج من هذا المزنق مثل أن يتضح أنها  تهيؤات أو ما شابه حتى ينتصر العقل والعلم..
ولكن ما أحوجنا في هذه الفترة المتدنية الثقافة إلى أعمال ترفض وتسحق كل جهل وخرافة تستنزف طاقة ومال وعقل أبناء شعبنا.. وما أحوجنا لآلاف مواد التوعية في شتى سبل الإعلام والفن والثقافة..
ما أحوجنا لتقليص دور تلك الوسائل الرخبص والمختصرة للاشئ.. لتقليص دور كلمة (نجرب ومش هنخسر حاجة)..
فالعقل صار يستسلم لهذه الخرافات أى كانمصدرها ومسارها.. وللأسف فهى تتوارث ليس فقط من جيل لجيل ولكن أيضا من تجربة لتجربة..

الجمعة، 2 يونيو 2017

وعلى خطاه كان المسير

الحياة في ذاتها حقل تجاربأكثر منها عنوان للحقيقة..
قد تكون الحياة هى عنوان للحقيقة.. وقد تكون حاجب عن الحقيقة وقد تكون مقدمة لحقيقة..
وفي شتى الأوجة لا يوجد من احتكر الحقيقة كاملة ولا كان على الدراية المثلى لكافة أركانها ومكوناتها..
كل ما نرى حوالينا هو تجارب.. ولنا ان نصدق ما نصدق ونترك ما عداه..
لنا ان نهاجم ما نعاني منه ونهمل ما نحتقر..
بضعة تجارب..
حتى المسميات التي وضعناها للدلالة على الأمور نجد أننا صرنا نختلف فيما بعد على دلالتها..
صرنا نختلف في معنى النجاح أو الراحة أو السعادة..
نختلف في معنى الشبع والإمتلاء..
نختلف في معنى الرضا والقناعة..
وبالطبع كان لكل إختلاف منهم خلفية ضخمة (أو متواضعة) من التجارب الشخصية أو لآخرين..

إذا تحدثنا عن النجاح على سبيل المثال..
هناك من يرى النجاح أن أصل إلى المرتبة التي وصل إليها البعض..
أو أن أصل إلى درجة من التميز المادى أو الثقافي أو المجتمعي..
أن أصير يشار إلى بالبنان أننى وصلت إلى الإنجازات المتفق عليها بين سائر بني المجتمع..
أن أمر بمرحلة التأكيد الممنوحة لي ممن أقنعت نفسي انهم يمتلكون الحقيقة كاملة..
أن أنتظر تصديقهم على نموذج حياتي حتى أستحق منحهم لي لقب النجاح..
ولكنى وجدت آخرين وضعوا مفهوم جديد للنجاح..
وضعوا تجربتهم مدوية تفرض ذاتها على أصوات وصيحات الآخرين..
وضعوا تجربتهم فاضحة لتجارب كثير ممن سبقوهم وكانوا يملكون وحدهم منح الحقيقة..
ابدعوا مفاهيم جديده يصدقها (في كثير من الأحيان من سبق وكانوا يملكون الحقيقة..
وضعوا نموذج جديد ليصير هو معيار المرحلة للنجاح.. حتى أن كل من أراد النجح ساروه على خطاه..

الأربعاء، 31 مايو 2017

رحمتهم مشروطة


لم احتاج مالا .. ولكن الامر كان يتعلق بمن يقدمه لي..
كان لدى ألعابا طفولية كثيرة.. ولكن الامر كان يتعلق بمن يلعب بها معي..
كان لدى زملاء في الدراسة.. ولكن الامر كان يتعلق بنظرتهم لي.. هل كانوا يرونني مساويا لهم.. متكافئا معهم.. واحدا منهم.. أم أن هناك نقطة سوداء محدقة دوما بين أعينهم وصورتي..

 لم أقلق بشأن وجبتي القادمة قط.. ولكنها لم تكن أبدا منزلية..
لم يتاخروا في شأن حقوقي كحالة.. لا تحمل الأوراق أى شبهة تقصير منهم لي.. ولكن..

لم يعبا احد بكوني إنسانا ولست حالة..
إنني لن أكون مثل الأطفال ذوى الأهل والأقارب إلا حينما أجد من هو (مشغول بي) فلم ينشغل بي احد..
إهتم مدير الدار بدرجاتي الدراسية.. لكنه لم يهتم لِما كانت درجاتي متدنية.. لم يهتم أحد بالإستماع لي.. لم يظن أحد ان هناك مشاعر وإحتياج للتحدث وال(فضفضة).. إحتياج لأن أكون موضع سِر أحدهم..
لم يتامل أحد أن أغلب دائرة معارفي كانت لأجل هذه الدار.. لم تكن لكوني مميزا.. لكوني ملفتا.. جذابا.. كانت فقط لكوني ليس لي أحد..
الشئ بالشئ يذكر.. فحينما تأتي مجموعة لزيارة الدار وتتكرر زيارتهم.. فقد يلتف البعض حول طفل شقيّ, أشقر, ملون العينان, خفيف الظل, وتجدهم يتنافسون لصورة تذكارية معه توثق عمل الرحمة المنقوصة عي وسائل التواصل..
قد لا يلتفتون لطفل منطوى أو خجول أو قليل الثقة بالنفس, أو متراجع الخطوة.. قد يكون محظوظا بسلام بالأيدي في بداية الزيارة ونهايتها..

في الأغلب تكون هداياهم لجميع الأطفال متطابقة.. أعلم كم هو شاق أن يستطيعوا أن يحددوا الهدية المناسبة لكل طفل.. علاوة على محدودية النفقات.. ولصعوبة دراسة شخصياتنا.. ففي الأغلب قد تكون المرة الأولى التي يقابلوننا فيها فهم قد اتصلوا بالمسئول فقط من فترة ليعرفوا العدد وكفى..
لا يدركون كم هى مؤلمة القولبة.. كم في الموضوع من تمييز وتصنيف..
لو اتعبوا ذاتهم لعلموا أننا نحتاج في الزيارة أمور أهم بكثير من الألعاب ولا تكلفهم جنيها واحدا..

قد يتطور الأمر ويكرر البعض زيارتهم.. وقد أجد احدهم يتقرب لي.. يساعدني في فهم الدروس.. أو قد يلعب معي بعض الوقت.. لكنه ما أن يخرج حتى أعود إلى عالمي ويعود إلى عالمه..

الطفل العادي يخرج ولو اليوم بأكمله  ويعود إلى منزله وتغلق الأبواب جيدا.. لا اعرف ماهو شعوره ولن أستطيع التعبير عنه..

مشاكلي يمكن أن تُحكى بمنتهى السهولة من المشرفة للزائر.. فلا أملك القبول أو الرفض.. هذا الزائر يبدأ معي من درجة متقدمة في التقارب.. بُنيت على غير أساس أو ترتيب..
المشرفة ليست سوى من قبل الوظيفة بهذا الراتب.. وليس من تلامست رسالته مع إحتياجنا.. ليست على النحو الذي تتحمل فيه مسئولية مستقبل عدد من الاطفال لهم إحتياجات إستثنائية.. ولو كانوا في أتم الصحة والوعى..

أعلم انه في كثير من الاحيان تكون سبب الزيارة وتقديم عمل الرحمة المنقوصة كان لأني في هذه الدار الفاخرة والتي تحرص على جعلى مقبول بشكل كافي من حيث المظهر والنظافة الشخصية.. وأنه لو كنت في ظروف أقل ماكانوا سيعباون بي.. ولكنى سوف اترك هذه التجربة لطفل آخر يرويها في مقال منفصل..

الثلاثاء، 30 مايو 2017

الحرمان من الرأى

في كثير من الأمثلة ينتابني السؤال المحير وهو هل لكل إنسان الحق في إبداء الرأى حقا؟؟ هل لكل إنسان الأهلية للتصور وتكوين رؤية محددة لموضوع معين؟؟
أم ان الرؤى فقط لبعض من الأشخاص وعلى الباقيين أن تطيعهم وتنفذ تلك الرؤية دون نقاش أو تعقيب أو تعليق
في بعض الكائنات الحية مثل النحل قد نجد الوظائف مقسمة بنظام عجيب فهناك الملكة وهناك الشغالات.. وكذلك أيضا في عالم النمل..
بالطبع الإنسان أرقى بكثير من كافة المخلوقات ولكن هل إبداء الرأى وتكوين الرؤية هو حق طبيعي كالماء والهواء أم أنه وظيفة وواجب..
على فرض انه حق كالماء والهواء فالموضوع ينقسم إلى محاولة وضع رأى والتفكير فيه.. أو إبداؤه ومحاولة فرضة..
في عالم الأعمال على سبيل المثال تجد هناك الكادر الإدارى والكادر الفني وهناك الخدمات المعاونة..
هناك من يضع الخطط وهناك من يرتب المعلومات لمساعدة واضعي الخطط وهناك من ينفذ التوجيهات.. هناك من ينفذ القانون وهناك من ينفذ التعليمات..
هناك من يضع الخطط المستقبلية والخطط البديلة وهناك من يبحث عن حلول المشكلات المحدقة وهناك من يبحث عن إستخدام البدائل او العمل بما أتيح من مواد ومعطيات..
إن حاولنا التطبيق على مجال السياسة..
فلا عجب أن تجد الكافة لا يتمهلون يوما بعد يوم عن إبتداع الخطط والحلول وترتيب الأولويات التي يجب على القيادة السياسية الأخذ بها والعمل من خلالها..
الحق في الإنتخاب هو حق لكل مواطن تنطبق عليه شروط التمتع بالحقوق السياسية.. إكتمال السن المطلوب وشرط الجنسية وعدم وجود مانع من الإنتخاب..
لكن هل أن تختار بين متعدد هى مسألة في هذا القدر من السلاسة والسهولة؟؟ هل لمجرد أنك تمتلك صوت إنتخابي هل هذا يجعلك ممن لهم الحق في تحديد مصيري معك؟؟ أليست العملية الإنتخابية هى قرار مبني على رؤية معينة؟؟ هل الفرد العادي له القدرة على الدراسة والتحليل والإختيار بين المدارس والتوجهات والأجزاب المختلفة.. ناهيك عن البحث في تاريخ الشخص الممثل ومدى كون الوعود والتصريحات ممكن التنفيذ أم انها فقط وعود كرتونية زجاجية تنتظر أول ظروف غير مواتية لتتدمر..
إن حاولنا أن نسهل الأمور وأن على المرشح أن ينزل إلى مستوى فهم رجل الشارع العادي (وهذا واجب عليه حقا) فهل من الممكن أن يحرق المرشح جميع كروت اللعب الخاصة به امام المعادين لأفكاره مما يجعل لهم الفرصة لإستخدام واسئل غير مشروعة للتخلص منه مبكرا؟؟
هل أستطيع أن أئتمن شخص لا يسعفه منطقه الخاص قبل مشاركة منشور على مواقع التواصل وهل إن هذا المنشور ممكن ومنطقي ومقارب للحقيقة.. شخص مثل هذا هل أستطيع أن أثق في رؤيته للأمور الاهم والأجل؟؟
هل من آلية ليكون الشخص في مرجلة ما قبل نضوج الرأى وهناك وسيلة لإقرار النضوج ولو إستمرت مرحلة عدم النضج العمر بأكملة؟
هل يمكن أن تصير الأمور حكرا على مستوى معين من التعليم أو الثقافة أو السيرة الذاتية؟؟
بالطبع لا يوجد معيار محدد لإقرار أهلية الشخص لإبداء الرأى.. فأكم من المتعلمين ناقصي الحكمة أو متبنيين أفكارا تدميرية أو جهلاء يمتلكون حكمة ووطنية فطرية..
إن كان في عالم الأعمال هناك إحترام كبير لعلم الإدارة وتقديس للمناصب الكبرى بحيث لا يتولاها إلا مستحقوها وبآليات معينة.. أليس الأولى في عالم السياسة أن نترك الأمور للأقدر بها..
الكثير من الأمور تكون حبيسة الملفات والغرف المغلقة ربما لعشرات السنين ولا يعرب الشعوب عنها شيئا ولا كم كانت هذه الامور هى المتسببة في الكثير من الأحداث مجهولة الأسباب لديهم..
هل من الممكن أن تتغير الامور وتكون هناك عقوبة الحرمان من الرأى؟؟

الأحد، 28 مايو 2017

حذف إجابة

في الكثير والكثير من الامور والتساؤلات التي تطرأ في معترك الفكر والتأمل تطرأ للوهلة الأولى الإجابة النموذجية الواضحة وضوح البيان وما أن تتقدم الإجابة حتى يتسع من خلفها الطرق وتظهر في الأفق إجابة أخرى..
وقد تكون الإجابة الأخرى:
ليست من نفس المدرسة
ليست من نفس المنطق
ليست بنفس التلقائية
قد تكون معاكسة تماما
ولكنها
ممكنة
في الكثير والكثير من الأمور قد لا توجد إجابة واحدة شافية مزيحة لغيرها خارج السياق.. قد تطل علينا الكثير والكثير من الإجابات التي وإن كانت غير مباشرة إلا أنها وليدة ذات السؤال..
لماذا دوما أبحث عن إجابات أخرى؟؟
هل أتقمص عقلية الغير.. هل أحاول ان أعيش تجربته؟؟
أم أنها حيادية وعدم فرض للرأى؟؟
هل هو تشكك أو تخوف من نتيجة أول رأى؟؟

هل أكون مثل سلطة الإتهام التي كلما سطرت إتهاما سارعت بالمرافعة لدحضه؟؟
هل من المثالي ن أستقر على ذات الرأى والتحليل؟؟ هل يجب ان أصل لذات النتائج في كل تفكير؟؟ لما لا تغلب أى من الوجهتين الأخرى؟؟
لما تترك كل نظرة للأخرى فرصة للحياة؟؟ لما لا يتغلب رأى الآخر بلا مجال للشك؟؟
ربما تكون هذه نتيجة لإتاحة فرضيات أكثر أو ربما لكثرة المعطيات..
المنطق يقول أنه طالما توصلت للحل بطريقه ما.. فهناك طرقا أخرى توصلك للحل..
ربما طرق أخرى وحلول أخرى,,
هل هى رهافة حس أم انها رغبة في اللعب على كافة الأوتار؟؟

السبت، 27 مايو 2017

خلاف في الرأى

في مكتب بيضاوى فخم يستع لكامل عدد اعضاء مجلس إدارة شركة مساهمة.. تدور الأحداث التالية..
لم يكن الجو العام مبشرا بالدرجة التي يستطيع فيها المجلس الإتفاق هذه المرة على رأى موحد بخصوص مستقبل الشركة.. والذي هو غير خاف على أى من متابعي السوق أحوالها المستمرة في التدني..
وبينما يقدم البعض خططا للتقدم وتدارك الأمر والإصلاح.. يقدم الآخرين هجوما.. سواء على الخطط أو مقدميها.. يقدمون فتورا في الحماسة..
وحينما تعاتبهم يكون الرد جاهزا وهو الخلاف في الرأى لا يفسد للود قضية..

عن اى خلاف في الراى تتحدثون..
حينما يكون رأيك مخالفا وتكون لديهم الصلاحيات فإنه ليس مجرد رأى وإنما هو قوة في الإتجاه المخالف..
حينما يكون لديك الكثير من المستمعين والمؤدين والمرحبين والمتعاطفين فإن رأيك ليس مجرد رأى وغنما قد يصل لمرتبه التحريض..
تظنه خلاف في الرأى ويترتب على تنفيذ رأيك أن نعبر بحار وبحار من الأزمات المترتبة على تلك الأفكار..

خلاف في الرأى..
هل كلماتك مجرد رؤية وتحليل للأمور.. إذن هل هى رؤية كاملة.. تشتمل على كامل مكونات الوضع الحالي وكافة الإفتراضات الممكنة في حالة تطبيق رأيك عليها؟؟

هل في حالة إمتلاكك الصلاحيات الكافية لتنفيذ رأيك ولو بالقوة في حالة الأغلبية سو ف لن تلتفت مطلقا إلى فرضية خطأ رأيك؟
هل سوف لو تتدارك نتيجة أخطاؤك معللا انه كان مجرد رأى؟؟

مجرد رأى
معناها أنه من حقي أن آخذ به أو لا التفت إليه.. ولكن حينما يكون رأيك موجها لمستمعين مصدقين مقدما لكافة آرائك.. بل وقد يتخذونها اتجاه وعقيدة لو استلزم الأمر.. هل هنا هو مجرد راى يؤخذ او يطرح؟؟

مجرد راى..
كيف يكون مجرد رأى وهو قد يترتب على الأخذ به دمارا شاملا لا رجعة منه.. ولا زلت تقنعني بان ما بيننا هو مجرد خلاف في الرأى..
هل الخلاف في رغبة الوجود هو مجرد خلاف في الرأى.. هل رغبتك في ثقب باطن السفينة هو مجرد إختلاف معي في الآليات؟؟؟

مجرد رأى..
هل ترى أن إمتلاكك الحقيقة منفردا هو أيضا خلاف في الرأى؟؟ أنت واثق تماما من إمتلاكك الحقيقة ولكنك تنتظر فقط حتى تتمكن وتكتمل صلاحياتك لتنفذها تماما.. ولم تلتفت لي مرة واحدة ولا لرأيي أن الإنسان مهما كان بصيرا فرؤيته ناقصه وأن الشك فيما لا يمكن العودة فيه خير من تمام الوثوق والإلقاء بكافة الأوراق في صفقة واحدة..

هل ترى أن كراهيتك لي دون إعلانها هى على سبيل حسن الأدب أم أنها حسن الجوار أم أنها تلك الشراكة التي فرضت علينا في مجلس إدارة تلك الشركة؟؟ ألم يكن وضع كافة الحقائق جنبا إلى جنب مع دواخلنا على المنضدة وتفنيدها أفضل لي ولك؟؟
أعلم أنك أعلنتها في كثير من المرات.. ولكنك لم تربطها بتلك الآراء عزيزي.. فلم تعلن لي يوما بصدق أنك تكره شركتنا..

الأربعاء، 24 مايو 2017

ليس عتيق قبل الطريق

كم من مرة تتثبت أنظارك وحواسك أمام عازف ماهر تحفظ آلته أصابعة أكثر مما يحفظها هو.. تراه يعزف وقد تطوعت له الآله بكل طاقتها لتترجم له ما جادت به روحه واحساسه..
أو ربما أمام طبيب محنك تراه يترجم ويقرأ ما عجز الكثير من أقرانه قبلا منه في فهم آلام المريض.. أو محامى يخضع له المنطق ويرمى امامك بإلتفافات لم يتمرن عقلك من قبل على اللحاق بها..
كم من مرة تعلقت أفكارك بذاك المثل ووجدت في داخلك ميلا نحو ذلك المجال.. أنك تسطيع أن تكون مثله وتتعلق بتلك الغاية وتبدا بالفعل في شراء آله مثلها أو أن تبدأ القراءة في المجال القانوني حتى تستطيع أن تكون محنكا وماهرا مثل ذاك المحامي..
ولكن ما أن تبدأ الطريق حتى تجد الوقفات الآتية في الأغلب..
في اليوم الأول إصرار ومثابرة عجيبة الشكل حتى أنك تقول لذاتك واخيرا وجدت ضالتي وعرفت ذاتك المجال الخفي عني والذي سوف أجد فيه نجاحى وتتحقق .
تجد ان تحقق خطوات ملحوظة في الساعات الأولى لتعلم هذا المجال أو هذه الدراسة.. حتى أن تستقطع من أوقات نومك ومن روتين حياتك اليومي..
لكن سرعان ما يوما فيوما يعيد روتين الحياة اليومي إلحاحه عليك ليستقطع تدريجيا من ذاك المجال إلى أن يعود مكانه في حجرة الكراكيب..
العجيب أنك كل فترة تجد مجال جديد يستهويك أو أمر جديد تهتم به.. السيارة.. الكلب.. مهنة النجارة.. أبحاث الفضاء..
وتتناسى دوما أن أى شخص مما تراهم أصبحوا في أوج الإحترافية لم ينشأو هكذا.. بل تنازلوا عن الكثير والكثير حى يصلوا لتلك المرحلة..
وليس في تعلم المهارات وحسب..
حتى في حياة الخطيئة.. لن تستطيع ان تنال ما يناله القدامى في هذه المسارات في لحظات بسيطة.. هم أيضا ساروا طريقا حتى وصلوا لتلك المرحلة من تجرع الملذات الفانية..
نحاول دوما أن نتقمص دور النهاية دون دفع الثمن ومعايشة الطريق بأكمله.. نحاول دوما أن نتهرب من مصاعب الطريق بالظن أنه يمكننا دوما إختصاره..
مهارته هذه التي تراها هى حصيلة الزمان.. هى كنز عتيق مرت عليه الأيام والصعوبات والإخفاقات.. مرت عليه خبرات مركبة.. نفسيات متعاقبة وحالات متناقضة.. مرت عليه سنينا مسلحة بالعزيمة أعمدة وقواعد..

رسائل

من زمان وانا ليا احلام كتير.. ي احلام بتحقق واحلام بتتبخر واحلام بتنتهي واحلام بتتولد.. لكن كتير بتاكد ان في احلام كتير مؤجلة لغاية ما نحققها سوا
امور كتير عارف اني مش هوصلها إلا معاكي
عارف ده ومتاكد منه
يكفي جدا حلم الحب اللي بشوفه معاكي بينمو يوم ورا التاني
مش معنى ان النمو قليل انه مفيش نمو
الشجرة كل سنة واراقها كلها بتقع
لكن بتنمو وبتكبر عن السنة اللي قبلها
وزي ماهو في مواعيد الاوراق بتقع.. في مواعيد للاوراق الجديدة الخضرا الحلوة
وفي مواعيد للثمر
ومواعيد لنضوج الثمر
لكن ديما في نمو
برضو حبنا بينمو ويزيد
حتى لو كنا بنشوفه مش بينمو لكن هو بينمو بطريقته.. احنا بنعتني به والنمو جاى جاى

السبت، 13 مايو 2017

الصبر

الصبر
الصبر جسر بين محطتى الحياة
جسر قد تتكرر علاماته بشكل قد يلهيك عن كونك تتحرك من الأساس
جسر محرم عليك ان تعرف مسافته.. ليس عندك سوى ان تقبله أو تترك ذاتك لهدمه..
فالصبر هو ضبط شهوة وتأجيل رغبة.. الصبر هو إنتظار العون من إله الكون..
كنبات في الصحراء لا يفتقر حظة عن توقعه

الصبر ما ينتهجه خالق مع مخلوق يتمنى امتلاك نهج كن فيكون
الصبر رغم عدم وجود بوادر.. صبر رغم تكرر السقطات.. صبر رغم توتر الأمور
صبر ملتحف بأمل غير مبالي بجدل
الصبر قد يكون العامل الوحيد المشترك في كافة قصص النجاح.. حاكم نفسه خير من حاكم مدينة.. فضيلة لن تكتمل سوى بالصبر..
الصبر قد يكون رؤية بعيدة المدى.. قد يكون تحين فرصة جديدة
الصبر هو ملاحظة التقدم الطفيف الغير متناسب مع سعة الخطوات.. والتي سوف يتبدل زمانها بها
الصبر هو تبديل اليأس بالاستمرار.. وتبديل التأوه بالجلد
الصبر هو صمود تراه ركود.. هو مثابرة قد تظنها مهاترة
الصبر هو كلمة: سأحاول مرة اخيرة بعد الأخيرة
الصبر هو مراسم احترام وتوقير لعوامل الزمن ومتغيرات الأمور وإنتظار الحكم العادل بعد مرافعه من جنس المطلوب حصاده
الصبر ان اغلق نافذه تشغلني عن تحطيم الجدار
الصبر أن اصرف اهتمامي عن عاجل بمشتت حتى أصل إلى آجل مثبت
الصبر أن ادور في دائرة مفرغة.. ولكني وحدي ألاحظ تغير سرعتي فيها حتى اتغلب على جاذبيتها يوما
الصبر ان تعتادني أنظار الآخرين.. في واقع جديد
الصبر أن أتحمل النتائج متكررة مرة تلو الأخرى.. ربما لسنوات..


الجمعة، 12 مايو 2017

تصغير ام تسفيه

يمكن دي أول مرة احاول اشرح موضوع مطول باللغة العامية..
الموضوع ابتدا مع الانترنت وازاى انه سهل علينا كتير من معوقات التواصل والاتصال.. تقدر تكلم اى حد في اى مكان في اى وقت بأقل التكاليف.. وناس كتير اعتبرت ان ده هيقوى العلاقات الانسانية بشكل كبير..
ظهرت حاجة اسمها السوشيال ميديا.. 
ودي الناس فرحت بيها جدا لانها قدرت انها تشارك صورها واحاسيسها ودردشتها في مكان واحد..
مع الوقت بقى بدأت المشكلة..
ناس كتير ابتدت تحس انها بتمارس الحياة عن طريق الفيس.. يفرح عن طريقه ويعبر بيه عن فرحته.. مكانه وهو زعلان.. لدرجة انه حل محل المكان اللي بنعتكف فيه.. وبدل ما اكون وحدي مع افكاري اراجع نفسي.. الاقي افكار ناس تانية تشوش عليا وتاخدني من اتجاهي..
ناس تانية بقى عندها ان اى حاجة مكتوبة على النت دي صحيحة ومعلومة جاية من العالم الآخر.. نبوة يعني.. وخصة بقى لو مكتوبة على دومين مش بوست فيس..
ناس تانية بقت البطولة عندها النجاح في العالم الافتراضي ده.. شهرة ومتابعين وحكمة السنين..
ناس تانيين لقيوة عالم هايل للحياة البديلة.. الواقع فقط للوظايف البيولوجية.. والفيس لماعدا ذلك.. اصحاب وعلاقات وتقدر تعيش الدور اللي نفسك فيه.. تقدر تمثل انك ولد او بنت او عجوز.. ووقت ما تزهق تقدر تمسح ده كله وتعمل كينونة جديدة.. يعني مفيش اى ريسك زى الحياة الواقعية اللي كل تصرفاتك محسوبة عليك ومش بتتنسي..
في الحياة الواقعية كنت تميز الكلمة اللي بتسمعها ويقولك مش اى حاجة تصدقها.. النهاردة السوشيال ميديا خلتك في الحياة الواقعية مستعد تصدق اى حاجة من اى حد متعرفوش..
زمان كان في حاجة اسمها منطق.. النهاردة السوشيال ميدا حولته لتراث اصطلاحي وبس.. مالوش اى ثقل تنفيذي.. اى خبر ممكن اصدقه.. ماهم اللي بيقولوا..
حاجة زي القياس.. انك تاخد حكم موضوع تطبقه على موضوع تاني عشان الاتنين مشتركين في عله الحكم.. تلاقي تشبيهات غريبة ويفترض انها تقنعك مش فاهم ازاى.. زي مثلا زمان تقوله مبارك مش سبب الفساد لوحده والاصلاح لازم يجي من تحت.. يقولك السمكة تفسد من رأسها..
يديلك تشبيه ديني ويقولك المصيدة لا تطارد الفأر.. طب ليه شبهت الشيطان بالمصيدة ومشبهتوش بالصياد؟؟ يعني انت تقيس غلط ومطلوب اني كمان استنبط منها معلومة؟؟
الافظع من ده كله انك زمان كنت يا تقرا كتاب.. او جريدة.. او بتتكلم مع شخص.. او بتتفرج على تي في.. او تسمع راديو.. او حتى تكلم نفسك..
في اى الاحوال دي انت كنت بتسمع صوت واحد بس وفكرة واحدة بس.. لكن دلوقتي حضرتك بتنهال عليك كم افكار مختلفة (وممكن متناقضة) بعقليات مختلفة وفي مواضيع مختلفة في نفس اللحظة (النيوز فيد).
واللي اصلا ممكن يكون اغلبها مش مناسب للحظة استماعه.. مبقتش تقدر تفلتر ايه اللي يدخل مخك في اى وقت.. بقت افكارك عرضة للاقتحام والانتهاك المتكرر.. وبعدها تسأل ليه مبقتش رايق ولا اعصابك هادية زي زمان..
مبقتش تحس بقيمة الوقت.. 
نيجي بقى للقيم عموما في الحياة.. 
الإهانة والسخرية مبقتش حاجة حرام ولا عيب.. بقت روشة ومضحكة (ياعم انت عاوز تنكد علينا؟).. مبقاش في قيمة أن كرامه ونفسية الشخص اللي قدامي دي أمور لا امتلكها عشان اتعدى عليها.. مينفعش إني أوجه إهانة على الملأ لشخص أو مجموعة وبعدها أطلب منه يكون عنده روح رياضية..
الخصوصية.. إنه مش كل حاجة عيني تقع عليها يبقى خلاص مباحة ومن حقي اطلع عليها.. دي اسمها فضايح..
بكل أسف الموضوع أكبر من اننا نسفه منه او نعتبره لا شئ..

الاثنين، 8 مايو 2017

لمحة عن الفساد

فساد.. لا ادري تحديدا إن كانت تلك الكلمة هى اسم مصدر ام انه فعل ماضي لما "ساد" بمعنى استشرى اوتمكن..
والحقيقة ان تلك الكلمة أصبحت في أفواهنا نهارا وليلا عن احوال كثيرة نتلاقى معها.. ربما تظهر تلك الكلمة اى تعامل مع جهة حكومية أو عند نظر اى موطن ضعف في الرقابة او عند إختلال اى موازين في تعادل حقوق الأطراف..
الفساد كلمة نَتهم بها ودوما وابدا لا نظننا في إطارها أو تحت مظلتها المشينة..
فلا يوجد من يظن نفسه فاسدا أو من يواجه ذاته بتلك الحقيقة..
تجد الموظف الحكومي يتندر بصور الفساد والتجاوزات دونما مرة واحدة من احاديثة يقيّم فيها عمله بشكل يرضى أية معايير للقياس..
صورة كاملة نتلحف بها امام أيه مرآه.. او أيه آذان سامعه..
كان في القديم من الخجل أن يمدح الإنسان ذاته حيث ان المديح سوف يأتي ديناميكيا نتيجة لأعماله وسيرته ومعاملاته للآخرين..
أظن أن الامر لم يعد بذات الاحتياج من المجهود كى أصير مستحقا للمديح.. أصبحت عبارات مثل "أنا راجل محترم" تتكرر بسهولة ودون الاحساس بغربة وسط مفردات وتراكيب اللغة الدارجة.. ولم تصير افيه ضاحك مثلما قالتها الست سوسو في فيلم "أرض النفاق" حينما قالت " أنا واحده ماشية بشرفي" بل آتى الزمن الذي أصبحت فيه هذه العبارة هى الدليل على الاحترام..
وبالطبع تؤكدها تغطية المخاطب لها..
فكم من مرة يتكرر أمامي ذات المشهد أن يظل موظف يمدح في ذاته أنه لا يقبل بأيه منحه او رشوة ويثني ويؤكد المستمع على ذلك رغم ان المتحدث والمتلقي والعبار يدرون بكم ما يتلقى ذات المتلون..
بعدما نضع هذه الصورة فإننا نتخبأ خلفها بمنتهى الاريحية.. نفعل ما نشاء دونما اى واخز للضمير..
دوما يجد الموظف أنه اكبر من أن يتلقى الأوامر.. "مديري لا يعطيني أوامر فانا ادرى بشغلي" فلا يستطيع الفصل بين كون التوجيهات جزء من اجب وعمل المدير لإتمام المهام الوظيفية وبين إحتمالية ان تكون تحكم..
دوما يجد ان الكمية المطلوبة من العمل هى التي يريد أن يجود بها.. فهو يعمل مجانا ولا يعول على ذاك الراتب الهزيل والذي وغن كان هزيلا فعلا فإن قبوله الوظيفة معناه قبول تقديم المهام المطلوبة في مقابل هذا الراتب..
وبالطبع لكون الراتب هزيل (ولو لم يكن هزيل) فإن هذه المؤسسة التي ليس لها مالك أو ذاك المالك الذي يظنه دوما الموظف بأنه العدو الحقيقي له.. فإن هذه المؤسسة استطيع ان اجني منها الاموال بطريقة أخرى.. فهبات المترددين على المؤسسة هى في نظير التعب الذي يقدمه في خدمتهم.. وهى هبات صغيرة ولا يعلق العمل علي وجودها.. وبالطبع في المرات المقبلة يطلب زيادتها وسوف يعلق العمل على دفعها..
أن يكون لي أحباء في العمل ابغى ترقيتهم.. وفي سبيل ذلك أفعل كل ما يمكن لتعطيل نظرائهم.. بكل السبل من تقديم العمل ناقص لإحراجهم..
إن تعدى بالضرب والإهانة على المدير فالأمر لن يخرج عن بضعة أيام خصم.. ولكن بالطبع سوف يفكر المدير مليا قبل توجيه أية توجيهات لا تروق لسعادة الموظف.. بالطبع إلا لو كانت عائلة المدير أشرس من عائلة الموظف.. فالكفة تتبنى نتيجة مختلفة لميزان القوى..
سنوات وسنوات تمرن فيها صغار الموظفين على كيفية إدارة الامور من تحت ومن الدهاليز.. تمرنوا ومرنوا الجدد على سياق معين للعمل.. فلا إنتماء لمكان العمل.. ولا رغبة حقيقية في تنمية هذا المكان..
سنوات وسنوات أصبح يمكن فيها ان تعرف المؤسسة كاملة عن موظف "لا كبير له" برغم كل المخالفات لم يخالف لائحة واحدة.. لان اللائحة قدمت له كل الدهاليز الممكن لإدارة فساده..
ربما كانت العلة انه لايسرق مواطن.. ولكنه تدرب على السرقة وسيتجه لما يخص المواطن بصورة مباشرة..
ربما لان لوائح العمل ليست بالصبغة الدينية؟؟ ولكن إدمان التعدى لن تمنعه أسوار التعاليم الدينية من تخطيها..
ربما لكراهيتة لمسمى الحكومة.. ولكن لديه الفرصة للقيام بواجبه وليصير ما يصير..
ربما لأن عموم البشر لم ترفض الفساد بشكل جدي..
سمعنا كثيرا عن علقة ساخنة من نصيب شاب وفتاة تبادلوا القبلات او العناق (والتي كانت بإرادتهم) ولكننا لم نسمع يوما عن علقة وفضيحة تلقاها موظف حكومي لطلبة رشوة من احد المواظنين..
ربما كانت كلمة انا مالي هى السبب؟؟ ربما لأن الشكوى لا تفيد.. وكثيرا ما تكون المخالفات بعلم ومقاسمة رئيسه..
هل لأنه ليس هناك الوقت أصلا للشكوى.. بماذا سوف يعاقب موظف (إن ضرب مديره فالعقوبة مجرد خصم) على التباطؤ أو الخطأ في العمل.. ناهيك عن الآتي.. أولا لا توجد معايير حقيقية لتقييم العمل من الأساس.. ثانيا في حالة الكذب فباقي الموظفين متطوعين مقدما بالشهادةالزور.. حيث أن الزمالة هى أحدث صور القبلية..أى أن تكملة السيناريو أن أعود مرة أخرى لأستجدي مصلحتي من موظف موتور من شكواى..
كلما عادت لذهني تفاصيل جديدة فهذه المقالة موضع "الفضفضة" بها

الأحد، 7 مايو 2017

في هوى التغيير

التغيير كلمة تتعبأ دوما بما في قلوب مردديها..
فكلمة التغيير قد تعنى القلق في عالم السياسة.. او في ردهات شركة اثتاء اجتماع لمجلس الإدارة..
قد تثير لاابتسامة على شفتى زوجة رات تغير زوجها.. او قلق من تغيره.. او انزعاج من اتهامه لها بالتغير..
كلمة تفرق كثيرا بين كونها امنية او حادث تام..
كلمة دوما لا تحمل في طياتها حقيقة مطلقة..
فإن كان امنية فمن أدراني توافق المستقبل.. وإن كانت حدث تام فمن أدراني إني كنت على كامل العلم بسابق الأمور..
ويبقى التغيير امنية..
اتمنى تغير صفاتي التي لا يروق لي التصاقها بي.. تغير طباعي التي تضعني في مشكلات انا في غنى عنها..
اتمنى تغير في مزاجي الذي كثيرا اعجز عن ترويضه..
اتمنى تغير في أمور لا طاقة لي بحدوثها.. فأنا لم اشارك في تحقيقها ولا أدري طريقة لإعادة الأمور إلى ما أتمنى.. او أن أغير ما أراه..امور حدثت لي في الماضي.. سواء كنت اتذكرها ام كانت حفرت في نفسيتي دون دراية..
نية التغيير محطة فارقة.. بدايتها منطقة تسجيل ما لا يعجبني.. وقد استمر فيها مدى الحياة..
تليها رؤيتي لما اتمناه.. وبعدها تاتي إرادتي لترميني حيثما تمنيت..
ليست الأمور دوما طوع يدي.. وقد لا تتودد إلى الثوابت والمتغيرات كما أشاء.. لأنه لو كانت الأمور بتلك السهولة ربما ما كنت وصلت ههنا..
يختلف الموضوع كثيرا حول جدوى التغيير.. هل حقا اتمنى ان اتغير او اُغيّر؟؟
هل انا ملم تماما لكافة الامور من حولى واعرفإلى أى مدى سوف تكون متوافقة مع ما أتمناه..

الكثير منا ناقم على أمور كثيرة في حياته.. العمل.. شريك الحياة.. مكان السكنى.. الأصدقاء.. الصحة..
ولا أدرى تحديدا ما هى المصالحة بين الطموح والرضا..
الرضا بما رزقنى الله به وعلى الجانب الآخر وظيفتي في الحياة لتطويرها وتطوير ذاتي..
متغيرات كثيرة في المعادلة الحياتية لا ندري ماذا سوف يكون بديلها وماذا سوف تكون النتائج المترتبة عليها..
بنود أخرى نحسبها ثوابت وماهى إلا متغيرات بدورها مترتبة على متغيرات لا تروق لنا ونتمنى التخلص منها.. التخلص من عدم مناسبتها لنا.. التخلص من نظرة الآخرين لها..
هل دوما الحل ان اُغيّر ما لا يروقني أم ان اطوع ذاتي له؟
هل دوما بيدىّ القرار حتى التقي بالرضا مع ما لا اريده..
لولا اختلاف الأذواق.. كلا.. بل قل لولا نباهة البائعين..
من ادراك ان ذاك التغيير الذي تبتغيه هو أكثرمن عرض متقن وجذاب..
قد تكون تلك الفاترينة الجذابة هى المقارنة بالآخرين.. سواء كانت المقارنة بمحض تفكيرك او انها مداهمة لسمعك نهارا وليلا من احد ذويك.. او حتى الحاقدين عليك..
هل انت دوما على طريق التغيير؟؟؟
هل نظرتك له ثابتة؟؟؟
هل إن تغيرت دون درايتك سوف تدري؟؟؟ او سوف تظل بذات القدر من الرغبة في التغيير؟؟؟