السبت، 19 مايو 2018

في رحلة المعاناة

في هذه الرحلة الطويلة والتي يسودها رفقاء لا يتخلون عن التزام المشاركة.. المعاناة والألم..
هذه الرحلة والتي ان طالت او تسارعت لا تخلو من معاني الألم بصور شتى..
الألم الذي لا تدرك تماما اسبابه ولا مبتداه..
لا تعرف حقا ويقينا من اين دخل تلك الرحلة..
الألم الذي وإن تصالحت مع وجوده تظل لا تدري كيف تسترضيه ولا كيف تروضه..
الألم الذي هو نقطة عبور وتلاقي مرحلتين دوما..
الألم الفاصل بين حالتين وحقبتين وشعورين ..
قبل غير بعد..
الألم الكاشف والألم المنشئ والألم المعبّر..
الألم مستمر والألم المستقر والألم المستعر..
كم من أنواع نلتقيها..
قد يختلف الأمل في انواعه او اسبابه او نتائجه أو مدى تقبلنا حقيقة وجوده..
ولكن هو دوما ضيف ثقيل لا مفر منه..
ولكن الأمر ليس على اطلاقه..
فله من الفوائد ايضا..
الألم لون من الثياب للحياة الانسانية..
الا تكتسي به يجعلك عاريا عن كل تعلم وتهذب..
عدم تلاقيك مع الألم يتركك غافلا عن الكثير..
عدم تمرنك بالألم يتركك ضامر الإرادة والعنفوان..
إن لم تعاين الألم ظننت نفسك خالدا مؤلها في ذي الحياة الفاترة..
إن لم يكن الألم في حسبانك.. فلن تثنيك فكرة عن تجربة..
إن لم تجد تحذيرا بطريقة الألم.. ألقيت نفسك في كم من التهلكات عابثا..
الألم كما هو شقاء.. فقد يكون شفاء..
هو من سمات تلك اللعبة التي يجب التصالح مع لوائحها..
هى أقوى منا.. ولكن إحتراف جوانب التعايش قد يخلق منها صورة جديدة..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق