الجمعة، 1 فبراير 2013

عاهرة بلا كذب...



لم يكن الأمر بتلك البساطة التي يستطيع بها ان يسٌلم بمسألة كذبها...فهو لم يعتاد الكذب في حياته اليوميه ...لا يعرف طرق النفاق والتدليس ... ولا يتوقعهما من الآخرين...خاصة مع كل تلك الكلمات من الحب والتعبير عنه... فكان يصطدم بين ذلك الحب المُعلن وصوت العقل حين ينبهه الى مراوغاتها وكذبها ... ولكنه كان يرتمي دوما في كلمه واحده منها ليتخلى تماما عن صوت المنطق البغيض والذي يحاول حرمانه دوما من حبها له ...
كان يعلم تمام العلم ان علاقتهما هى قاع الخطيئة...علاقة فاشلة لن تكتمل...يدرك يقينا انه لا يحبها وانما يحب الهروب في كلمات حبها... ولكنه تعلق بها وأدمن تلك التفاعلات الكيميائية الداخلية والتي على حد رضائه تغنيه الم الذكريات... وتقيه السقوط في بئر الندم...فإصراره على تقبيح صورته في عينيه تزيح عنه مزيد من القبح يريد ان ينشغل عن رؤيته...
رغم ذلك...كانت بضعة مبادئ متبقية لم تشوبها تلك العلاقة المظلمة... فهو لم يكذب على حد زعمه...رغم انه لا يستطيع اعلان تلك العلاقة...كان يُعاملها بأصول اللياقة ... رغم انه لا امتهان لانسانيتها اكثر من علاقة قوامها بيولوجي وتوقيتها قمري تتبخر مع اول ضوء للشمس...
ولكنه ظل مغيبا في بضعه من المبادئ المتبقيه لديه من حياته الاولى قبل ان تنزلق قدماه الى تلك العلاقة الهدامة لكل المعاني الداخلية...ظل موقنا تمام اليقين انها لا تكذب ... فهو وان تحدث عن معلومه غير صحيحة كانت نوبات الضمير الحائر اكثر الحاحا وزخما من تلك العلاقة المشبوهة نفسها...
ظل على أمل أنها أيضا سوف تقوم بتفضيله على نفسها...كان يبحث عن الإيثار في ظل علاقة لا تبعث حتى على حب النفس... علاقة ملؤها النهم من بركة راكدة لا حياة فيها ولا إحياء ... علاقة لا تروي بقدر ما تثير عطشا ...
لم يٌعِر اهتماما لقواعد اللعبة الجديدة والتي تختلف تماما عن تلك القواعد التي كان يتعايش بها في بيئته الصالحة...
كان يعلم انه ليس الأول ...ولن يكون الآخير... اما هى فلم يعبأ بترتيبها من الاساس...فلم يحتسبها سوى محرقة لاحزانه... رغم لسعتها الرقيقة داخل قلبه... فهو لم يحاول تحذير نفسه كم من مشاعر تحترق جذورها عند اقدامها وقد لا يجد القدرة مجددا على الاحساس باية فتاة فيما بعد...
أنه قد دمر تلك المتعة الأولى لكلمات عدة عاش عمره يتخيل كيف سيلقيها على سماع رقيقته...
قد لا ينكر مطلقا انه قد اقتحم بها اكثر مقدسات المرأة ... عايش نفسيتها ... ملذاتها وآلامها... على تلك الصورة التي تركتها ترتستم داخله... بينما تلك كانت الصبغة التي تنتظر اية انثى ولو مرت مرور الكرام امام عيناه فيما بعد ...تلك الصورة التي قد شوهت فعلا كل طهارة في الانثى تلك التي لم يكن يرسمها سوى بعذب الابيات ان اوحِىَ ...
لا ينكر انه وجد فيها ما يبدو شفاء من جروح تمت تغطيتها بعناية.... بغطاء من عدم التجاسر على النظر إليها ... لقد أخفت جراحه بعدما تلاشت لديه الجرأة أن يجمع في ذهنه نجاسه اليوم ورقيقة الأمس ....ذلك الذهن الافلاطوني الذي قد تلوث بتلك الاقدام الحاملة من الاوحال اثقالا ...
يظل يحاول انتزاع فلسفة جديدة من أفعاله ولم يجد.. كان طوق النجاه الذي يتمنى ان يأتيه هو لحظة إفاقه لضميرها ...ليقوم هو بدور الشيطان مجددا ... و حينما يمثل ضميره دور الانتحاري في انقاذه..تتولى هي دور الطوفان ....
 يفيق من تلك الذكريات وهو يكتب مقالته عن مصداقيه تصريحات البعض ...فهو لازال يبحث عن الجواهر في صفائح القمامة...

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق